لم يكن التفجير، الذي وقع في السابع من الشهر الجاري في حي خان الخليلي السياحي بالقرب من منطقة الازهر وسط العاصمة واسفر عن مقتل سائحين فرنسيين وآخر اميركي اضافة الى منفذه، عملاً فردياً، كما رددت وسائل اعلام مصرية منذ وقوعه وحتى امس، وإنما محصلة لعمل تنظيم"جهادي"محدود العدد وان كان اعضاؤه سعوا الى تنفيذ"عمل كبير". إذ تبين أن منفذ العملية حسن بشندي الذي قتل اثر تفجر قنبلة كان يحملها لم يخطط للعملية وحده وإنما ساعده آخرون وإنه لم يجهز القنبلة ولكن جهزها له أحد اعضاء التنظيم، بل أن بشندي لم يكن يسعى الى"عملية انتحارية"وإنما راح ضحية خدعة اذ اوهمه زميل له بأن القنبلة ستنفجر بعد ما يجهزها بخمس دقائق فانفجرت به بشكل مفاجئ. المعلومات الجديدة وردت في بيان اصدرته وزارة الداخلية امس وأكدت فيه أن التحقيقات والتحريات وجهود البحث اثبتت أن بشندي 18 عاماً"ارتبط بمجموعة متطرفة تضم اضافة إليه اربعة اشخاص آخرين"شارك كل منهم بدوره في تجنيده وتدريبه وتدبير وتجهيز العبوة المتفجرة"، واشار البيان الى أن"اجهزة الامن ألقت القبض على ثلاثة منهم وأن جهوداً تجري لضبط الرابع"، وأكد البيان أن شبكة الانترنت كانت طرفاً في العملية اذ كانت مصدراً لمعلومات عن صنع المتفجرات من مواد اولية حصل عليها المتهم اكرم محمد فوزي مواليد 1970 وهو يقيم في منطقة المقطم وحاصل على دبلوم ثانوي صناعي ويمتلك ورشة لتصنيع الرخام. وقال البيان أن فؤاد"هو الذي خطط للحادث"ما يرجح أنه قائد التنظيم وانه"موّل العملية وقدم لاعضاء المجموعة اسطوانات مدمجة حوت مواداً مستخرجة من شبكة الانترنت عن صنع المتفجرات"، كما أنه"قام بتثقيف عناصر المجموعة بافكار جهادية على سيديهات تضمنت تحريضاً على القيام بعمليات ارهابية تفاعلاً مع الاحداث في العراق وفلسطين"، وذكر البيان أن"فؤاد المقبوض عليه حالياً اقنع عناصر المجموعة بتأسيس مشروع لتصنيع اسمدة كيماوية في قرية تقع في مدينة مغاغة في محافظة المنيا في الصعيد، وإتخاذ المشروع ساتراً لنشاطهم ولتجهيز المواد المتفجرة واعدادها فضلاً عن ما اتاحه المشروع من مصادر تمويل". أما المتهم الثاني فهو اشرف سعيد يوسف، من مواليد القليوبية عام 1978، حاصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية ويقيم في عزبة رشدي في شبرا الخيمة، وهو فار وتجري ملاحقته. ووفقاً للبيان فإن يوسف"سعى الى تجنيد عناصر شبابية لتنفيذ الحادث ونجح في استقطاب حسن بشندي مستغلاً ظروفه النفسية السيئة وميله للانطواء، وتابع التخطيط لتنفيذ العملية وتدريب بشندي على تنفيذها، اذ سلّمه العبوة المتفجرة بدائية التصنيع وأوهمه بأنها ستنفجر بعد مرور خمس دقائق من بدء تشغيلها ولطمأنته أكثر حدد له مكان الإلتقاء عقب التنفيذ رغم يقينه باستحالة ذلك لأن العبوة ستنفجر بمجرد تشغيلها، وعمد الى اقناع باقي عناصر المجموعة بأن رعونة بشندي وتسرعه تسببا بمقتله وذلك وفق اعترافات عناصر المجموعة الذين تم ضبطهم". المتهم الثالث هو طارق أحمد السيد علي، من مواليد 1971، حاصل على بكالوريوس علوم. يملك ورشة لتصليح اجهزة الكومبيوتر ويقيم في شبرا الخيمة، وهو رهن الاعتقال. نسب إليه بيان الداخلية أنه"قام بتكليف من المتهمين فؤاد ويوسف بتصنيع العبوة المتفجرة التي ارتكب بها الحادث داخل وعاء بلاستيك اخضر اللون، وسلمها الى المتهم الهارب يوسف الذي سلمها بدوره الى منفذ العملية". واوضح البيان أن عملية التصنيع"تمت داخل ورشة صغيرة للاخشاب في منطقة المرج"، وأن اجهزة الامن فتشت الورشة وضبطت مكونات تصنيع عبوات اخرى، وأن المتهم علي تمكن من شراء مسدس من المدعو محمد فكري عبد العظيم وهو تاجر سلاح في مدينة مغاغة بمحافظة المنيا تم القبض عليه وقام المتهم فؤاد بتسليمها للمتهم الفار يوسف. أما المتهم الاخير في المجموعة فهو رضا سيد احمد ابراهيم، من مواليد 1986 وهو طالب في كلية الزراعة جامعة القاهرة، يقيم في شبرا الخيمة. ووفقاً لبيان الداخلية فإن ابراهيم"كان ابدى استعداداً لتنفيذ الحادث إلا أن اجراءه لعملية جراحية في القلب حال دون ذلك، فبادر بتقديم جاره حسن بشندي لينفذه مكانه، بعدما استشعر تجاوبه مع فكر المجموعة، وقام بتسليمه الى المتهم الثاني يوسف لمتابعة تجنيده وتجهيزه". وذكر بيان الداخلية أن نيابة امن الدولة العليا تتابع التحقيق وأن اجهزة الامن تواصل جهودها لضبط المتهم الفار يوسف. ولم يحدد البيان ما إذا كانت لاعضاء التنظيم صلات بقادة في تنظيمات اصولية راديكالية مقيمين في الخارج أم لا. إذ أن المعروف أن شبكة الانترنت استغلت لاجراء اتصالات بين الاصوليين، اضافة الى كونها مصدراً للمعلومات. ولوحظ أن اعضاء التنظيم جميعاً من غير المدرجين في لوائح اجهزة الامن، ما يؤكد النظرية القائلة بأن الاوضاع والظروف الاقليمية والداخلية لا تزال تهيئ مناخاً قد يدفع بالبعض الى تكوين تنظيمات محدودة غير مرتبطة بجماعات راسخة ظلت معروفة طوال السنوات الماضية.