بعد أقل من اسبوع على التفجير الذي وقع في حي خان الخليلي وأدى إلى مقتل اربعة أشخاص بينهم سائحان فرنسيان وآخر اميركي اضافة الى منفذ العملية وجرح نحو 20 آخرين، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس أن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد شخصية الجاني، وأن التحقيقات اثبتت أن عمره يقل عن 20 سنة ويحمل أفكاراً سلفية جهادية لكن معلومات عن ارتباطه بخلايا تنظيمية لم تتوفر. ووضع بيان أصدرته وزارة الداخلية أمس حداً لتحليلات ذهبت الى أن العملية من تنفيذ تنظيم أصولي راديكالي أو أن جهات خارجية تقف وراءها، ومخاوف من تجدد العمليات التي تستهدف ضرب السياحة. اذ أكد البيان أن الحادث"فردي"وأن الجاني"تعلم صنع القنبلة التي استخدمها في الحادث من مواقع على شبكة الانترنت وكتب موجودة في الاسواق". لكن البيان طرح تساؤلات بين المراقبين حول الاسباب التي قد تدفع شاباً تجاوز مرحلة الصبا بقليل الى التضحية بحياته على رغم تأكيد البيان على أن القنبلة انفجرت اثناء قيامه بتجهيزها في شارع جوهر القائد قرب خان الخليلي ما يعني أن العملية ربما لا تكون انتحارية وانه كان ينوي وضعها في مكان بشارع آخر مستهدفاً هدفاً آخر. وقال البيان إن الجاني حسن رأفت أحمد بشندي من مواليد محافظة القليوبية العام 1987 وهو طالب في السنة الإعدادية في كلية هندسة الزقازيق فرع بنها، ويقيم في عزبة عثمان في منطقة شبرا الخيمة شمال العاصمة. وأكد استمرار وزارة الداخلية في"التزامها الإسهام الجاد واليقظ في تحقيق الاستقرار القائم في البلاد"، وشدد على أنه"سيتم مواجهة أي محاولة للعبث أو المساس بمقومات هذا الاستقرار بكل قوة وحزم"، مؤكداً أن"كل الشواهد والدلائل أشارت إلى أنه أثناء قيام الجاني بشندي بإعداد العبوة للتفجير وقع الانفجار في موقع الحادث"، وأوضح أن"الجاني كان يحمل حقيبة جلدية عثر على أجزاء منها في موقع الحادث بداخلها حوالي ثلاثة كيلوغرامات من مخلوط مادة"تي. إن. تي"وكمية من المسامير مختلفة المقاسات عثر على كمية كبيرة منها في موقع الحادث وهو ما يتفق مع انشطار جسد الجاني من المنتصف وتهتك الجانب الأيسر منه". وأضاف البيان"ان أجهزة البحث تحركت على الفور عقب وقوع الحادث وتوصلت إلى مسكنه وأسفر تفتيشه عن العثور على إسطوانات مدمجة C.D مخزن عليها معلومات من شبكة المعلومات الدولية انترنت تحوي بعض مؤلفات للعناصر المتطرفة ومفهوم فكر الجهاد والعمليات القتالية بمختلف أنواعها". وأشارت وزارة الداخلية إلى أنه عثر في منزل الجاني على اسطوانات تحوي كيفية تصنيع العبوات المتفجرة بدائياً من مكونات متداولة في الأسواق وتحمل عنوان"صناعة العبوة البدائية الشعبية للأشبال الجهادية"، وكذا محاضرات حول الفكر السلفي. كما عثر في منزل خالته التي كان يقيم بالقرب منها من حين لآخر على 43 عبوة من الألعاب النارية التي تستخدم في الاحتفالات والمناسبات مفرغة من مادة البارود الأسود الذي يستخدم في إشعالها. وذكر البيان أن"أجهزة الأمن تمكنت من تحديد بشندي، على الرغم من الصعوبة البالغة التي واجهت أجهزة البحث للتعرف على شخصية الجاني، لتهتك الجثة اثر الانفجار وانشطار الجزء المتبقي منها إلى نصفين"، مشيراً الى أن خطة البحث لتحديد شخصية الجاني تركزت على محاورعدة، بدأت بتحديد فني لملامح الجاني بإعادة تشكيل ملامح الوجه عن طريق الرسم التقريبي، ما أتاح التعامل مع بلاغات الغياب خلال الفترة الأخيرة في محاولة للتعرف على شخصية الجاني وقد أثمر ذلك بالفعل عن تعرف عم الجاني ووالدته على الرسم التقريبي لملامحه، وهو ما دعمه التعرف على الأجزاء المتبقية من ملابسه التي عثر عليها في مسرح الحادث، ومشاهدة بقايا الجثة في المشرحة، وحسماً للأمر تم إجراء تحليل البصمة الوراثية"D.N.A"التي أكدت شخصيته على نحو قاطع". وقال البيان إن"التحريات أسفرت عن أن الجاني عقب وفاة والده في آب أغسطس الماضي اتجه للمبالغة في الالتزام ببعض الأفكار المتطرفة دينياً ومحاولة إجبار أسرته على عدم مشاهدة البرامج التلفزيونية، كما بدأت عليه مظاهر الانفعال والتوتر بصدد مجريات الأحداث دولياً وإقليمياً الأمر الذي كان موضع خلاف دائم بينه وبين والدته". وذكر البيان أن النيابة تواصل التحقيق في الواقعة وأن أجهزة الأمن تتابع تحرياتها حول مدى ارتباط الجاني بآخرين من عدمه على رغم أنه لم تتوافر أي معلومات أو مؤشرات في هذا المجال حتى الآن.