تفاوتت تقديرات تجار التهمت النيران محالهم وأموالهم في الحريق الهائل، الذي شب مساء الخميس الماضي واستمر حتى مساء اليوم التالي، في عمارة القادسية الكائنة قرب مبنيي البنك المركزي العراقي ومصرف الرافدين، في شارع الرشيد وسط بغداد، تفاوتت تقديراتهم لحجم الخسائر التي نجمت عن الحريق، إلا ان الجميع يؤكد أنها تراوح بين واحد إلى بليوني دولار، فيما راح البعض من تجار المنطقة يصف الحريق بأنه حادث مريع أدى إلى إفلاس قسم كبير من تجار أكبر وأعرق سوق جملة ومفرق في العراق. إضافة إلى ذلك، طوقت قوات الشرطة والحرس الوطني المنطقة خشية قيام عصابات السطو والسرقة، باستغلال حادث الحريق للسطو على المحال المتضررة أو التي سلمت من الحريق، أو محاولة استغلال الظرف للقيام بسرقة البنك المركزي ومصرف الرافدين، الأمر الذي زاد من إجراءات التحسب، حيث منع التنقل أيضاً عبر القوارب بين ضفتي نهر دجلة القريبتين من الشورجة، وسدت منافذ الشوارع والأزقة المؤدية إلى منطقة الشورجة، كما منع التجار من أصحاب المحال المتضررة والمارة من الدخول إلى منطقة الحريق، الذي التهم أيضاً عدداً من محال الجملة في سوقي مرجان والإيراني المجاورتين لعمارة القادسية، التي شكلت بؤرة الحريق. وتعد المنطقة جزءاً مهماً من تاريخ بغداد، حيث يشير المؤرخون إلى ان سوق الشورجة بناها العباسيون منذ ما يقرب من 800 عام، وهي مختصة بعرض المواد الاستهلاكية المختلفة والسلع الغذائية، ويرتادها آلاف المواطنين يومياً للتبضع لأهميتها التجارية وسعتها، حيث تحتل جانباً واسعاً من أزقة وطرق فرعية تتوزع على جانبي شوارع الرشيد والجمهورية والكفاح. ويذكر ان عمارة القادسية التي تتكون من 6 طبقات كانت تعرضت لحوادث مشابهة أكثر من مرة خلال السنوات السابقة، كان آخرها عام 1998، حيث احترقت بالكامل بعد اندلاع النيران فيها على مدى يومين. ونقل عن شهود عيان، ان عمارة القادسية التي تعد إحدى اكبر العمارات في سوق الشورجة، تحتوي على محال كبيرة تتعاطى تجارة الملابس والعطور فضلاً، عن ان بعضها يخزن كميات كبيرة من مادة الكحول، وهو ما ساعد على نشوب الحريق وامتداده إلى أماكن أخرى، إضافة إلى الظروف المناخية وشدة الرياح التي سادت الطقس في بغداد الخميس الماضي، والبضائع المكدسة ووجود المولدات المزودة مادة البنزين داخل المحال التجارية، كلها عوامل ساهمت إلى حد كبير في حصول الحريق الذي يقول اكثر من مصدر انه حصل نتيجة انبعاث شرارات كهربائية وتماس كهربائي. إلى ذلك قال لطيف السامرائي، صاحب محل عطور في العمارة المجاورة لعمارة القادسية، انه اضطر للعودة الى موقع محله بعد أن قفل عائداً إلى داره فور سماعه بنبأ الحريق، لتدارك الأضرار الناجمة عن الحريق، ووجد المئات من زملائه التجار يحاولون إفراغ محالهم من محتوياتها خوفاً من أن تلتهمها النيران، أو أن تكون لقمة سائغة لأعمال سلب ونهب يتحسب لها المواطنون في خضم الفوضى التي ترافق حوادث كهذه. كما لم يستبعد أمين بغداد علاء التميمي في تصريحات صحافية نسبت اليه وجود عمل تخريبي وراء الحريق.