تصاعدت هجمات المسلحين العراقيين بعد تراجع نسبي أعقب الانتخابات في كانون الثاني يناير الماضي، وقتل امس ستة أشخاص في هجمات عدة في مدينة بلد وبغداد، كما قتل جندي أميركي وأدى انفجار سيارة مفخخة الى جرح خمسة في حي المنصور في بغداد. وتبنى تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي معظم الهجمات، خصوصاً الهجوم الانتحاري. وأعلنت مصادر أمنية ان ثلاثة جنود عراقيين وشرطيين وسائق شاحنة اجنبيا قتلوا في هجمات مساء الخميس وصباح أمس الجمعة في بلد شمال بغداد. وقال النقيب محمد نوري من الجيش العراقي ان"ثلاثة جنود عراقين قتلوا في انفجار لغم ارضي بعربتهم العسكرية قرب نقطة تفتيش في بلد"التي تبعد سبعين كيلومتراً شمال بغداد. وأوضح ان قوات الجيش العراقي اعتقلت اثر الحادث"ثلاثة مشبوهين للتحقيق معهم في سبب وجودهم هناك". من جهته، قال المقدم خميس سعدان من شرطة الطوز، كبرى مدن محافظة صلاح الدين إن"عنصرين من الشرطة المحلية هما علي نادر 22 عاماً ومحمد خاتم نهر 24 عاماً قتلا بانفجار عبوة استهدفت دوريتهما مساء الخميس". وأكد النقيب أسد سداد ان"سائق شاحنة أجنبياً قتل بانفجار عبوة تبعته رشقات نارية في منطقة الدجيل". وأوضح ان الشاحنة التي اصيبت بأضرار جسيمة كانت"ضمن قافلة عسكرية اميركية متجهة الى قاعدة بلد". واضاف ان الجيش اكتشف مخزنا للاسلحة"يعتقد انه لقطاع طرق ولصوص"في قرية الشباب 11 كلم جنوب الدجيل والقي القبض على خمسة من المشتبه بهم بفضل معلومات قدمها احد شيوخ العشائر في البلدة. وفي حي القناة شرق بغداد انفجرت عبوة عند مرور رتل من الحرس الوطني اسفر عن"سقوط قتيل وثلاثة جرحى في صفوف المدنيين وتضرر سيارة مدنية". وأعلن الجيش الأميركي أمس ان جندياً من مشاة البحرية مارينز قتل الأربعاء بقذيفة هاون"معادية"في محافظة الانبار. وأوضح في بيان ان القذيفة اطلقت على معسكر للمارينز في هيت. ولا تزال القوات الأميركية تواجه مقاومة في الأنبار على رغم العملية الواسعة النطاق التي شنتها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي على معقلها في الفلوجة. وبذلك يرتفع الى 1544 عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ الاجتياح. وقال مصدر في وزارة الداخلية طلب عدم كشف هويته، ان"سيارة مفخخة من طراز"أوبل"بيضاء اللون كان يقودها انتحاري انفجرت قرب دورية أميركية عند جامع الرحمن في حي المنصور"وسط بغداد. وأوضح ان الانفجار أسفر عن سقوط خمسة جرحى ومقتل الانتحاري. وكان المصدر نفسه أعلن في وقت سابق ان الانفجار نجم عن عبوة ناسفة. وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك وصول خمسة جرحى الى المستشفى. وقال أحد الشهود ان الجنود الأميركيين انسحبوا من حي المنصور الذي طوقوه عند وقوع الانفجار واحاطوه بشريط شائك. وزاد انه"لم يبق من السيارة التي انفجرت سوى المحرك وقطع صغيرة متناثرة في الشارع". وأشار أحد الجنود الأميركيين الى ان"الانتحاري كان قادماً من الاتجاه المعاكس للدورية وصعد بسيارته الى الرصيف وفجرها على مستوى السيارة الأولى من الرتل". وأضاف ان "واجهة سيارة الهامفي التي كانت في مقدمة الرتل تطايرت". وقال ناصر محمد الذي وقع الانفجار أمام منزله قرب السفارة الروسية ان سيارة من طراز"أوبل"بيضاء اللون اقتحمت رتلاً من أربع سيارات عسكرية أميركية كانت تقوم بدورية كعادتها كل يوم في حي المنصور وفجر السائق الذي كان داخلها نفسه فيها. وأضاف ان اشلاء الانتحاري تناثرت على شرفات المنازل كما تناثرت أجزاء السيارة التي انفجرت في الحدائق المحيطة. وتبنت جماعة الزرقاوي في بيان نشرته أمس على موقع اسلامي على شبكة الانترنت العملية الانتحارية قرب السفارة الروسية غرب بغداد. وجاء في البيان الذي يتعذر التحقق من صحته ان"أسداً من اسود الله من خير الكتائب، كتيبة الاستشهاديين انطلق صباح هذا اليوم الجمعة أمس لينغمس بسيارته في رتل لعباد الصليب الأميركيين أثناء مروره بمنطقة المنصور فأوقع فيهم مقتلة".