شهد شمال العراق تصعيداً أمنياً قبيل وصول وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الى الموصل، حيث أودت عمليتان انتحاريتان، استهدفتا قافلتين عسكريتين أميركيتين، بحياة ستة عراقيين وجرحت ثلاثة آخرين كما قتل ثلاثة عراقيين وجندي اميركي في هجمات متفرقة. وأوضح مصدر أمني أن الهجوم الأول وقع على الطريق الرئيسي في حي المثنى وسط المدينة لدى مرور قافلة عسكرية أميركية. وأفاد شهود أن سائق السيارة، وهي من طراز"فولكسفاغن"، كان في الجهة المقابلة من الطريق لدى مرور القافلة العسكرية، لكنه استدار بالسيارة عندما رآها وتوجه نحوها بسرعة فائقة وفجرها بين ثلاث آليات عسكرية. وأوضح مراسل وكالة"فرانس برس"أنه شاهد في مكان الانفجار حفرة كبيرة وحطام السيارة التي انفجرت وأشلاء الانتحاري الذي فجر نفسه داخلها، مضيفاً أن سيارتين كانتا متوقفتين في المكان تضررتا، كما ألحق الانفجار أضراراً في الأبنية المجاورة. ووقعت العملية الانتحارية الثانية بعد ساعات في الحي الصناعي القديم في غرب الموصل واستهدفت دورية أميركية، وأدت الى جرح أربعة مدنيين ومقتل الانتحاري. وأوضح الملازم ثائر بركات أن"الانتحاري كان يقود سيارة من نوع فيات بيضاء اللون وفجرها ضمن دورية أميركية من ثلاث مدرعات". وأكد مصدر في الشرطة أن مسؤولاً كبيراً في وزارة الداخلية العراقية نجا من محاولة اغتيال في بغداد، مشيراً الى أن"مسلحين مجهولين هاجموا بالرشاشات موكب سكرتير وزير الداخلية طارق البلداوي في منطقة حي العدل خلال توجهه الى مكان عمله". وأضاف أن البلداوي"نجا من محاولة الاغتيال لكن أحد مرافقيه قُتل وأُصيب ابنه الذي كان معه ومرافق آخر بجروح اضافة الى اثنين من المدنيين". وفي سامراء، أعلنت الشرطة أن سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت مستهدفة رتلاً أميركياً، ما أسفر عن مقتل جندي أميركي وثلاثة عراقيين وجرح 27 آخرين. وأوضح قائد شرطة مدينة سامراء اللواء منتظر السامرائي أن"سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت وسط مدينة سامراء مستهدفة رتلاً أميركياً". وقال أن الهجوم أسفر عن"مقتل جندي أميركي وتدمير دبابة أميركية ومقتل ثلاثة من المدنيين وجرح 27 آخرين"، مضيفاً أن القوات الأميركية وقوات التدخل السريع لوزارة الداخلية"طوقت مكان الحادث في الحال... ونُقل الجرحى الى المستشفى". وأفاد الدكتور خالد علاء الدين من مستشفى سامراء، أن المستشفى استقبل"ثلاث جثث لعراقيين من بينها جثة امرأة وعشرات الجرحى... بينهم طفلان اصابتهما حرجة في الرأس". وفي بعقوبة، أعلن الجيش أن مسلحين قتلوا مسؤولاً سابقاً في حزب"البعث"المحظور واثنين من أقاربه. وقال الرائد علي محمود إن"محمود جاسم الشاطي وابن شقيقه واحد اقربائه قتلوا في منطقة جلولاء"شمال شرقي بغداد. وأوضح أن"دورية تابعة للجيش عثرت على جثثهم"، مشيراً الى أن الشاطي هو زعيم عشائر الكروية المنتشرة في محافظة ديالى وكان مسؤولاً محلياً في حزب"البعث"المنحل. وفي واشنطن، قررت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن تقتصر فترات خدمة الجنود الأميركيين في العراق ومناطق القتال الأخرى على 12 شهراً فقط، مع ضرورة الحصول على موافقة وزير الدفاع على التمديد لأي فترات كبيرة.