أكد بيان لوزارتي الداخلية والدفاع اليمنيتين امس مقتل حسين بدر الدين الحوثي زعيم تنظيم "الشباب المؤمن"، زعيم التمرد في صعده. وبذلك انتهت رسمياً العمليات الامنية العسكرية والأمنية لإخماد ذلك التمرد في منطقة حيدان وجبال مران وشعب سلمان في محافظة صعدة 250 كيلومتراً شمال صنعاء. واوضح البيان ان عدداً من اتباع الحوثي قتلوا معه في آخر هجوم قامت به القوات الحكومية على مخبأه في أحد الجروف في منطقة شعب سلمان التي سيطرت عليها القوات يوم الاربعاء الماضي. راجع ص 3 وأكدت مصادر متطابقة في محافظة صعده ل"الحياة" أن قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية التي خاضت المواجهات مع "الحوثيين" منذ 18 حزيران يونيو الماضي أمهلت أحد كبار مساعدي الحوثي المدعو عبدالله عيضة الرزامي 48 ساعة لتسليم نفسه ومن معه من المسلحين الذين ينتمون لتنظيم "الشباب المؤمن"، الذي تزعمه الحوثي، وابلغتهم بأن زعيمهم قتل صباح أمس وأن بقية معاونيه استسلموا. وقالت المصادر ان الرزامي الذي يتحصن مع بضع مئات من اتباع الحوثيين في منطقتي الحمزات ونشور تحاصره القوات الحكومية منذ اسبوعين، وأنه حاول التوسط عبر رجال القبائل لمنحه "امتيازات" مقابل تسليم نفسه ومن معه، فرفضت القوات الحكومية مطالبه مصرّة على ان يسلم نفسه من دون شروط أو يلاقي مصير الحوثي. وكان الرزامي عضواً سابقاً في مجلس النواب في انتخابات العام 1993 مع الحوثي وكلاهما من أبرز مؤسسي تنظيم "الشباب المؤمن". وأضافت المصادر نفسها ان الرزامي قدم أول من أمس مساعدات تقدر بأكثر من 100 مسلح وكمية من الذخائر والأسلحة لأحد أتباع الحوثي ويدعى محمد الأعسر لشن هجمات على القوات الحكومية في منطقة جبال الصعايد ما بين محافظتي الجوف وصعدة بالقرب من منطقة وائلة. واكدت ان الأعسر هاجم موقعاً عسكرياً ليل الخميس - الجمعة، وما لبثت القوات الحكومية أن لاحقته الى احد الجبال المجاورة التي يتحصن فيها وحاصرت مواقعه وأنذرته بضرورة بتسليم نفسه فوراً. ولفتت المصادر الى ان القيادة العسكرية في محافظة صعدة تشعر بارتياح لكشف عناصر الحوثي عن أنفسهم ومواقع تمركزهم ليسهل القضاء عليهم نهائياً. وقالت أن القوات الحكومية عثرت في الجرف الذي كان الحوثي يختبئ فيه على وثائق مهمة تؤكد ما ذهبت اليه الحكومة من اتهام جهات خارجية "معادية لليمن واستقراره" بدعم الحوثي. وتشير هذه الوثائق الى تورط "حوزات شيعية في المنطقة" كما تكشف العشرات من المراكز والخلايا المسلحة التي تتبع تنظيم "الشباب المؤمن" خصوصاً في محافظة صنعاء وحجة وذمار والعاصمة صنعاء. الى ذلك، قالت مصادر مطلعة في صنعاء ل"الحياة" أن اجهزة الأمن ستبدأ من اليوم تحقيقاً واسعاً لكشف انصار الحوثي ومصادر تمويلهم ودعمهم في الداخل. واكدت أن الحوثي كان يتلقى دعماً داخلياً وخارجياً ولا بد من كشف جميع الذين كانوا يدعمونه ويتعاطفون مع تمرده ويدفعونه الى خوض مواجهات مع الحكومة "استعداداً لإقامة دولة زيدية في اليمن" حسب الوثائق التي حصلت عليها الاجهزة. وكان بيان وزارتي الدفاع والداخلية اكد ان القوات الحكومية عثرت على وثائق عن المخطط التخريبي والعناصر والجهات التي تقف وراء الحوثي. وأشار الى ان هذه القوات "انقذت عدداً من الأطفال والنساء كان الحوثي يحتجزهم كرهائن ويحتمي بهم كدروع بشرية". وأضاف البيان أن "العناصر المتورطة كافة في تلك الفتنة والمخطط التخريبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة سيحالون الى العدالة لينالوا جزاءهم".