تحاول خمس عائلات كردية من دون جدوى الوصول الى جثث ابنائها الذين قتلوا خلال اشتباك مع الجيش التركي قرب جبلي جابر وبيسه في محافظة شرناق، على اثر عملية تمشيط واسعة بدأها الجيش التركي في جنوب شرقي البلاد وصولاً الى الحدود مع العراق. وأفادت مصادر تركية ان خمسة آلاف جندي تركي يساندهم الف وخمسمئة من المقاتلين الاكراد الموالين لهم، اطلقوا عملية"التنظيف الربيعية"التي تشمل تمشيط المنطقة بحثاً عن عناصر حزب العمال الكردستاني الذين اعتادوا التسلل من مراكزهم في شمال العراق الى الاراضي التركية في مستهل كل ربيع، اي بعد ذوبان الثلوج من على قمم الجبال في المنطقة. وأسفرت تلك الاشتباكات حتى الآن عن مقتل جندي تركي واحد بحسب مصادر الجيش. وعلى رغم ان عمليات التمشيط هذه اعتيادية دورية، فإن مصادر تركية اشارت الى زيادة عدد المتسللين من عناصر حزب العمال الكردستاني، مما يجعل امر تجدد الاشتباكات بينهم وبين الجيش اكثر تكراراً من ذي قبل. وصرح قائد القوات البرية الجنرال يشار بيوك انيط بأن الحزب الكردستاني نشط اخيراً في جمع الموالين له، حتى ارتفع عدد أتباعه داخل الاراضي التركية الى ما كان عليه قبل القاء القبض على زعيم الحزب عبدالله اوجلان عام 1999، ووصف ذلك الامر بالخطير للغاية. في المقابل عاد الحزب الكردستاني لاستخدام اسمه القديم"بي كي كي"، وتخلى عن التسميات التي استخدمها خلال الاعوام الخمسة الماضية، على اعتبار انها لم تجد في تغيير صورة الحزب، وإظهاره كحزب سياسي وليس حزباً عسكرياً. وعليه، يتوقع مراقبون ان تكون"تنظيفات الربيع"هذه السنة أصعب من سابقاتها، خصوصاً مع تهديد الحزب الكردي بالعودة الى استخدام السلاح. وكان قام بعمليات زرع ألغام استهدفت دوريات الجيش والشرطة في جنوب شرقي تركيا خلال العام الماضي، وهو يهدد الآن بنقل هذه العمليات الى المدن التركية الكبرى. في غضون ذلك، يجد اهالي القتلى من الاكراد صعوبة في الوصول الى جثث ابنائهم، اذ رفض الجيش التركي تسليم الجثث لهم بحجة ان جنازاتهم ستتحول الى عرض سياسي لدعم حزب العمال الكردستاني، على خلفية رفع بعض الاهالي علم الحزب وصور اوجلان اثناء إحدى الجنازات والتي تحولت الى تظاهرة لتأييد اوجلان في سجنه.