يكمن مقياس معرفة تقدُّم المجتمع في استشراف الفضيلة الْمُمثَّلة بزيادة عدد السعداء من أفراد المجتمع جرَّاء رجحان الخير الإيجابي الذي يُعمِّم الفائدة والرقي والسعادة العامة، وذلك بتفعيل العقل، والتزام الصدق والقانون، وتوفير العمل والربح والمكافأة لأكثرية أفراده دون تمييز عنصري أو طبقي. أما المجتمع المتخلف فحيث تسود حالة من الهيستريا الجماعية التي توجهها المازوشية، فتخضعه لطبقة حاكمة سادية، وفيه تنقلب المفاهيم، وتخضع أكثريّة الناس لسيطرة الفرد المستبدِّ، ولا تتحاشى رذيلة تسلُّطه، كما يسود الغش والكذب، ويؤدي إلى الإساءة والشقاء والنفور. وهذا هو جوهر السُّقوط في إغراءات الأنانية التي تبيح الدناءة لدى الْجواسيس والْمُخبرين، وتُشجِّعُ على التلوُّث والفساد والإفساد والتبعيّة، وتُخضِع الإرادة للغريزة. وقد يساعدنا هذا التصور على تصنيف دولنا وحكوماتنا العربية لمعرفة مواقعها على الخريطة الإنسانية، ومعرفة صنفها هل هي متقدِّمة أم متخلِّفة. والغاية من ذلك هي أن نَعْرِفَ ونُعَرِّفَ أنفسنا قبل أن يضع لنا الآخرون تعريفاً مُجحفاً ندّعي أنه مؤامرة، مع العلم ان بداية المؤامرة التآمُر على الذات من خلال جلدها جرَّاء المازوشية، او الانحطاط بها إلى الحضيض جرّاء الساديّة الديكتاتورية. كاتب سوري