أكثر من 1500 أغنية صدرت في العام 2005، ولكن ما سمع منها قليل! وتراجعت مبيعات الالبومات المطروحة، وتوقف مؤشر بورصة الكاسيت، وخيم الحزن على بائعي وموزعي ومنتجي الكاسيت، وضرب صناع الأغنية كفًا بكف وانتظروا أن يكون عزاؤهم الوحيد في أنغام، ومحمد فؤاد، وكاظم الساهر، وراشد الماجد. لكن هؤلاء لم يثلجوا صدور المنتجين وأخفقوا أيضاً في تحقيق مبيعات جديدة. على صعيد الشعراء والملحنين، لم يظهر هذا العام من يبشر بخير منتظر. بل ظلّ الرهان قائم على القديمين مثل مصطفى مرسي، أمير طعيمة، أيمن بهجت قمر، فوزي ابراهيم، محمد رفاعي، وليد سعد، هاني عبد الكريم، محمد رحيم، شريف تاج. وهذا ما دفع بهم إلى تكرار ملحوظ في جملهم الغنائية. وجاءت أقوى العناصر المؤثرة لدى مشاهد الفيديو كليب اسكتشات باهتة خالية من الإبداع. ليس هذا هو العام الأول الذي"يضرب"فيه سوق الكاسيت المصري، إذ شهدت الأعوام الأخيرة تراجعاً كبيراً في توزيع الالبومات. والمشكلة ليست في افتقارنا للإبداع، بدليل وجود أصوات جيدة كثيرة وألحان عذبة وكلمات معبرة، وإنما المشكلة تكمن في إصرار بعضهم على توزيع البضاعة الزائفة. ووجدت هذه البضاعة الزائفة وكليباتها الطريق إلى الفضائيات. وتصدرت أغنيات خفيفة الساحة مثل"رجب"لهيفا وهبى،"ابقى قابلني"لروبي، و"بص بص"لدانا، و"فرفورة"لدومنيك حوراني. عدم رواج البومات كبار المطربين وتحقيقها لمبيعات كبيرة، جعلت شركات الإنتاج تدعم البراعم الجديدة في عالم الغناء فأخذت تصدر ألبوماتهم تدريجاً. والمفاجأة كانت في النجاح الذي حققته الأصوات الجديدة واللافت أيضاً أن ذلك حصل عبر أغنيات رومانسية لاقت الاستحسان. وشهد عام 2005 غياباً ملحوظاً لنجوم كبار في سوق الكاسيت مثل سميرة سعيد، مصطفى قمر، هشام عباس، علي الحجار، لطفي بوشناق، محمد عبده، وبعض المطربين الشباب مثل محمد حماقي، لؤي، خالد سليم، تامر حسني. وصاحب هذا الغياب علامات استفهام حول تلك الظاهرة. بعضهم أكد انه غياب مقصود خطط له النجوم للابتعاد عن مذبحة سوق الكاسيت التي عانى منها عام 2005، وبعضهم الآخر أكد أن السبب يعود إلى خوفهم من الفشل. ويعزو بعض النقاد والمتخصصين أسباب الركود في سوق الكاسيت إلى كثرة الالبومات التي طُرحت من دون تنسيق بين الشركات المنتجة، وارتفاع سعر الألبوم الذي وصل إلى 15 جنيهاً مصرياً ما يعادل 3 دولارات، إضافة إلى انتشار قنوات الفيديو كليب التي تعوّض المستمع عن الكاسيت، والسبب الأهم استسهال المطربين وتكرارهم لأنفسهم وافتقاد أغنياتهم للصدق.