بعدما تفشّت في السنوات الثلاث الأخيرة ظاهرة احتكار المطربين والمطربات المصريين والعرب من قبل شركات الإنتاج الغنائية الكبرى، تخلت بعض هذه الشركات عن بعضهم واتجهت للبحث عن النجوم القدامى مثل المطربة وردة الجزائرية التي وقعت عقداً مع «روتانا» يقضي بتقديم مجموعة من الألبومات الغنائية. وكذلك المطربة السورية ميادة الحناوي التي وقّعت عقداً مع «عالم الفن». وعن أسباب هذا الاتجاه، يعتبر نقيب الموسيقيين في مصر منير الوسيمي أن هذه الشركات «بدأت بالفعل تسير في الطريق الصحيح، لأن المستمعين أصيبوا بالملل من بعض الأصوات التي بلا لون أو طعم ولا رائحة». ورأى أن هذه الخطوة هي «اعتراف بأن المطربين القدامى هم الأصل وأعمالهم ستظل تشكل تراث الغناء العربي». وأضاف: «خلال الخمس سنوات الماضية زاد عدد المغنين في شكل لافت، وعدد قليل منهم فقط ترك بصمة لدى المستمعين. أما الباقون فاعتمدوا على أغنية أو أغنيتين في شهرتهم التي غابت بسرعة، ولم يستطيعوا الاستمرار في أسواق الكاسيت لأنهم لا يمتلكون مقومات الاستمرار. لذلك ابتعد الجمهور عن أغانيهم، ولم تحقق ألبوماتهم أي مبيعات، فخسرت شركات الإنتاج التي وقّعت معهم عقوداً الكثير من الأموال، لذلك استغنت عن بعضهم». بينما يربط الشاعر الغنائي محمد حمزة هذا الاتجاه نحو التعاقد مع كبار المطربين والمطربات القدامى، «بالخسارة الفادحة التي منيت بها شركات الانتاج في السنوات الماضية بسبب فشل بعض المطربين الذين تعاقدت معهم». وأشار الى أن هذه الشركات فطنت متأخرة الى أن «ألبومات كبار وقدامى المطربين ما زالت تحقق مبيعات، ولكن أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي». أما الفنان محمد ثروت، فيرى أن هدف شركات الإنتاج استثمار نجاح المطرب سواء كان قديماً أم حديثاً ولا يهمها سوى ذلك.