فقدت سوق الكاسيت بريقها أمام الكليبات الساخنة التي تتسابق الفضائيات الغنائية على عرضها لجذب الشباب. ولم يجد منتجو الكاسيت خلال عيد الأضحى أمامهم سوى طرح الألبومات القديمة آملين في عودة الروح إليها بعد إصابتها بالسكتة الغنائية. وأعلن أصحاب متاجر الكاسيت في مصر شعارًا جديداً"ليس في الإمكان أبدع مما كان"لعدم وجود جديد في سوق الكاسيت يطرحونه في العيد، بسبب تراجع مبيعات الألبومات الغنائية التي صدرت في المواسم الماضية وتجاوزت 50 ألبوماً، أبرزها ألبومات نيكول سابا وعاصي الحلاني وكاظم الساهر وسميرة سعيد وشيرين وراغب علامة. ويلقي خبراء الموسيقى والغناء مسؤولية هذه الأزمة على عاتق الفضائيات وانتشار الكومبيوتر والأقراص المدمجة. ومن بين الألبومات التي دخلت حلبة سباق الكاسيت لإعادة الروح الى أعمالها، ألبوم سميرة سعيد"قويني بيك"الذي يعرض أحدث أغنية مصورة لها وهي ثاني أغنية في الألبوم. وينطبق ذلك على ألبوم صابر الرباعي وعرض أغنية"أتحدى العالم"، وألبوم كاظم الساهر بعنوان"إلى تلميذه"، وإن كان الساهر يعتبر أن ألبوماته تباع طوال العام وغير مرتبطة بموسم معين شأن اسماء أخرى مثل هاني شاكر ومحمد ثروت ومحمد الحلو وميادة الحناوي وخالد عجاج. وعلى رغم المحاولات الفاشلة لشركات الانتاج في اقناع المطربين بأن تكثيف عرض اغانيهم المصورة قد ينشّط ألبوماتهم في سوق الكاسيت، إلا الحقيقة الثابتة هي أن تكثيف عرض أعمال المطربين ما ليس سوى خلفية للغرض التي يسعون إليه وهو ملء مساحات البث والتجارة بأعمالهم المصورة. والظاهرة اللافتة حالياً هي الحرب الشرسة من شركات الانتاج على عقود احتكار المطربين، إذ نجحت إحدى الشركات في توقيع عقود مع غالبية نجوم الطرب والسيطرة على السوق الغنائية. ودعمت ذلك بالقنوات التي طرحتها والانفجار الكبير في عدد القنوات الموسيقية والغنائية التي تحولت سلاحاً جديداً ليس في حرب شركات الانتاج الفني فحسب، بل في المنافسة بين المصريين أنفسهم. إنه عصر الاستهلاكية الغنائية التي تموت فور ولادتها.