تطرق نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة امس الى الأزمة السياسية التي يواجهها لبنان وقال:"نحن لا نريد إلا لبنان العدالة والاستقامة والوحدة الوطنية". وأضاف:"ايتها المراجع الدينية في لبنان ماذا تنتظرون حتى يعود الخراب؟ وبعد حلول الخراب هل تنفع الموعظة والتحرك، لماذا لا تجتمعون وتنبهون وتقولون للسياسيين اهدأوا وقفوا واعقلوا، لبنان ليس ملكاً لشخص او لفريق او لفئة، لبنان وطن نهائي لكل بنيه، لبنان المسيحي والمسلم، نرفض عزل الناس وتهميشهم وعدم سماع صوت الحق والمنطق والصدق. اذا كانت الأكثرية على حق فنحن معها وإذا كانت الأقلية على حق فنحن معها، ونطالب السياسيين بأن يعدلوا ويفكروا بشعوبهم". وأضاف:"نحن ضد من قتل الرئيس الحريري ونلعن قاتليه لأنهم جروا الويلات على الوطن وأهله، ونريد كشف الحقيقة وعلينا ان نفرق بين كشفها وبين القضاء الذي نقدر". وسأل الشيخ قبلان:"لماذا لا تلتئم الحكومة ويعود الوزراء بحسب الاتفاق ويطبقون الدستور، نحن اولاد لبنان وأم الصبي في لبنان، لماذا التحدي للمقاومة وسلاحها، ولماذا البدعة الجديدة بالحديث عن اتفاق القاهرة، مع العلم انه وقع بين الفلسطينيين واللبنانيين، ولم يجبر اللبنانيون على الالتزام به، حتى المرحوم الرئيس عبدالناصر لم يوافق عليه، نحن نريد اتفاقاً لبنانياً ولا نريد كامب ديفيد جديداً، نحن لبنانيون لنا ما لنا، فلماذا الاعتداء علينا ووضعنا في الزاوية". وقال :"نحن مع جمع شمل الحكومة باتفاق وتوافق وتطبيق الدستور روحاً ونصاً، فهذه المماطلة ليست في مصلحة لبنان، ولبنان يجب ان يعود الى وضعه الطبيعي ونبتعد عن كل المشاحنات. في كل مرة نسمع اسطوانة تضر بحال لبنان، وهناك فرق ان تكون العلاقات مع الدول مميزة، لماذا العداء لسورية اذا كان فريق من السوريين أخطأ أو سلوكه سيئاً، فنحن مع العقاب والاقتصاص منه، وإذا كان قاتلاً فليعدم، اما ان يعزل لبنان عن محيطه فهذا غير مقبول، فهو له علاقات مميزة مع اشقائه العرب، وإسرائيل فقط هي عدوة لبنان، اما المشاكل مع الأشقاء العرب فتعالج بالحوار والتوافق والعمل". وقال:"نطالب الحكومة ان تلتزم بالدستور نصاً وروحاً، ونطلب من جديد السرعة في البدء بالحوار بين اللبنانيين، ونتبنى ما تبناه الرئيس بري ان يبدأ من بعد الأعياد الحوار بين اللبنانيين، لا سيما ان المنفي عاد الى بلده، والمسجون خرج من سجنه، فماذا تريدون بعد؟ هل تريدون عودة الميليشيات؟ هل تريدون عزل الدولة وتهميش الجيش؟ نحن مع الدولة ومع الجيش وكشف حقيقة من قتل رفيق الحريري ومن كان قبله او بعده، ونطالب بالعدالة ومحاكمة القتلة علناً من دون خوف او وجل". من جهته، قال السيد محمد حسين فضل الله في خطبته:"في مشهد منطقة الشرق الأوسط الكبير نواجه الاهتزازات السياسية والأمنية من خلال الخطة الأميركية - الإسرائيلية المشتركة التي حولت الأوضاع الى ما يشبه الجحيم من اجل خدمة الاستراتيجية الصهيونية التي تسمح لإسرائيل القيام بعملية ابادة تدريجية للشعب الفلسطيني في اغتيال المجاهدين الباحثين عن حرية الأرض والإنسان في وطنهم السليب واجتياح المدن والقرى واعتقال شبابها وطرد اهلها بكل وحشية". وعن الوضع في لبنان قال فضل الله:"نرحب بكل كلام عن رفض الوصاية الخارجية، ولكننا ندعو الى دراسة الأمور التي تختفي وراء الضغوط السياسية من هنا وهناك، بدقة لأننا نرى تدخلاً خفياً تارة وظاهراً اخرى من بعض المواقع الدولية بطريقة لا تحفظ للبلد توازنه ولا تساهم في ردم الهوة التي يعمل اكثر من محور دولي او عربي على تعقيدها". واضاف:"ان هناك كلمات تمنع الحديث عن اتهام العدو بالاهتزاز الذي يواجهه لبنان، وأن هناك حديثاً حول منطق الأكثرية والأقلية، والسؤال الذي لا بد من الإجابة عنه اذا كانت الأكثرية النيابية هي الحاكمة في لبنان فلماذا لا يطرح اللبنانيون الأكثرية العددية على النظام السياسي تماماً كما هو النظام في كل الدول المتقدمة". وختم:"إننا لم نطرح ذلك في هذه المرحلة ولكن المنطق الذي يثيره البعض في هذه الأيام تحت تأثير الأزمة الوزارية قد يطرح المسألة من حيث المبدأ بعيداً من التعقيدات الطائفية التي يخاف منها بعض الطوائف في لبنان".