كانوا يقولون إنهم سيعلقون على جدرانه أكبر شاشة رياضية في العالم، وكانوا يقولون أيضاً أنهم سيضمنون للجماهير الوصول من وإلى الملعب خلال 30 دقيقة، لكنهم وقبل ذلك كله قالوا إن ملعب كورثيانز أرينا في ساوباولو سيكون جاهزاً لاحتضان المونديال. إذا قررت زيارة هذا الملعب أو التعرف عليه فتخلَ عن كل ما قالوا واستعد لصورة مغايرة. إن كنت ستزور ساوباولو للمرة الأولى ولا تتحدث البرتغالية، فطريقك الوحيد إلى ملعب كورنثيانز أرينا الذي استضاف لقاء الافتتاح قبل لقاء إنكلترا بالأوروغاوي عبر سيارات الأجرة، ذلك أن أحداً هنا لا يقدم لك نصائح تدلك على الملعب، وسؤال بأية لغة غير البرتغالية عن طرق الوصول إليه لن يجد في الغالب إجابة. الطريق إلى الملعب يبدو سالكاً في معظم الأوقات، خصوصاً إذ ما اخترت الحضور باكراً، الشارع السريع الضيق إلى المدينة الرياضية يتسع لمركبتين في كل اتجاه، لكن سلاسة الحركة تبدو واضحة، خصوصاً وأن ضبط الحركة المرورية يمنع توقف المركبات، فما من إشارات توقف المارة، ولا تقاطعات تهدئ السير، على جانب الطريق الأيسر تتعرف على محطة القطار التي كان من المفترض أن تقلك إلى الملعب لو كنت تعرف نقطة بدايتها وخط السير الواجب اختياره. على عكس معظم المدن الرياضية في العالم، يقبع ملعب كورنثاينز أرينا في «إتاكيرا» أفقر أحياء ساوباولو، في ظاهرة لا يعرف أحد لها سبباً، لكن البرازليين الذين دائماً ما يشككون بكل ما قدمته حكومتهم لاستضافة المونديال يقولون إن اختيار المنطقة جزء من معادلة فساد لا يشرحونها، في طريقك إلى الملعب تتعرف على أفقر أحياء المدينة الغنية نوعاً ما مقارنة بمختلف المدن البرازيلية، بيوت شعبية متفرقة، وعشوائيات تحتل واجهة الطريق كحالها في المدن البرازيلية كافة تقريباً، ومحال مختلفة لصيانة السيارات، المشهد المزعج تغيبه أعمال الغارفيتي التي تزيّن جانبي الطريق، والممتدة لأربعة كيلومترات تسبق وصولك إلى الملعب.