بعد وقوف يمتد ل45 دقيقة أمام موظف الاستقبال في فندق رباعي أو خماسي النجوم، يحين دورك للحصول على فاتورتك، وبالتالي مغادرة فندق برازيلي في أي من المدن الكبيرة خلال فترة المونديال، ذلك أنه في الغالب تسير على نهج الغالبية العظمى نفسه. ثاني أيام المونديال انطلق غالب المهاجرين من ساوباولو إلى مدن أخرى لمتابعة المباريات، واليوم يحدث الأمر ذاته هنا في سلفادور، إذ تلقى حامل اللقب إسبانيا هزيمته الأثقل بخماسية في مقابل هدف من أمام هولندا، فما أن انتهت المباراة حتى بدأت جماهير كل منتخب في مغادرة هذه المدينة لملاحقة منتخبها في خطوته الثانية، جماهير الطواحين ستنتقل إلى بوتور أليغري آخر نقطة بحرية في البرازيل، لتقطع الجماهير نحو 4 آلاف كيلومتر، وصولاً إلى المباراة الثانية، وبتذكرة طيران محلي تزيد قيمتها في الوقت الحالي على 700 دولار، في المقابل لن يطول سفر الجماهير الإسبانية الحزينة ليصلون إلى ريو دي جانيرو خلال ساعة ونصف الساعة من الطيران، وبتذكرة لا تزيد قيمتها على 400 دولار. حجوزات الطيران وعبر أربع شركات محلية متوافرة دائماً، يبقى هاجس ارتفاع الأسعار معادلة مقلقة دائماً للجماهير، إضافة إلى قلة فرص حصولك على رحلة مباشرة، بعض الجماهير فضلت توفير قيمة التذكرة المرتفعة في رحلتها من ساوباولو إلى سلفادور، ما اضطرها إلى السفر طيراناً مدة سبع ساعات في ظل توقف الطائرة مرتين، فيما تستغرق الرحلة من دون توقفات ساعة و45 دقيقة. بالنسبة إلى الجماهير المشغولة بمنتخبات بلادها فقط تبدو الأمور سهلة، لغيرهم من هواة متابعة كرة القدم فالموضوع بالغ التعقيد، الشاب السعودي إبراهيم الحمود الراغب في متابعة جل المباريات، حضر في ساوباولو خلال الافتتاح، ومنها توجه إلى ريو دي جانيرو لمتابعة لقاء الأرجنتين الأول أمام البوسنة والهرسك، على أن يعود إلى ساوباولو لمتابعة لقاء إنكلترا والأوروغواي، لكنه لم يحدد وحتى اليوم خياراته لما يلي تلك المباريات. تنظيم البطولة الذي لا يمنح أي منتخب حق اللعب على الملعب ذاته مرتين، يعقد كثيراً من مهمة الجماهير المطالبة اليوم بالتنقل، جماهير المنتخب البرتغالي والأرجنتيني هنا تبدو الأكثر هوساً بملاحقة لاعبيها، ما يعني أنها تطير بشكل شبه مستمر بين المدن البرازيلية، لكن الأمر ليس سهلاً حتى على السكان المحليين، إذ يقول غالبهم أنهم لم يزوروا جل الدولة المترامية الأطراف. خيارات مثل القطارات ليست متوافرة حتى بين ساوباولو وريو دي جانيرو، على رغم قرب المسافة بينهما (500 كليومتر)، إضافة إلى أن خيارات مثل استئجار مركبة خاصة والتنقل بين المدن لا تبدو آمنة في ظل طول المسافات والمخاوف المتكررة من المشكلات التي تعرض رحلات الجماهير، يبقى الخيار الأخير وهو التنقل عبر الحافلات متاحاً، على رغم المشقة الكبيرة التي يتسبب فيها.