اعلنت كوريا الشمالية انها باتت لا تنوي الالتزام بقرار تجميد التجارب على الصواريخ البعيدة المدى الذي اتخذته بنفسها في ايلول سبتمبر 1999، علماً ان خبراء يؤكدون عكف بيونغيانغ على تطوير طراز عابر للقارات من صاروخ"تايبودونغ"الذي يمكن استخدامه في حمل رؤوس نووية. وبررت بيونغيانغ قرارها بزوال متطلبات تطبيقه والتي اقترنت بالحوار مع واشنطن وقتذاك. وعلقت التجارب"كلياً"حين وصل الرئيس الاميركي جورج بوش الى السلطة عام 2001، وجددت بيونغيانغ تأكيدها بأن سياسة الولاياتالمتحدة المعادية لها ترغمها على تعزيز ترسانتها النووية الدفاعية، وشددت على ضرورة إنهاء تلك السياسة وإبداء واشنطن"استعدادها السياسي للتعايش معها في سلام وان تظهر ذلك عملياً". وكررت بيونغيانغ الطلب من واشنطن الإعتذار منها لوصفها إياها بأنها"معقل للاستبداد"، وحضتها على تهيئة المجال امام استئنافها المحادثات السداسية التي تهدف الى إنهاء برنامج للأسلحة النووية. وفي وقت تمسكت كوريا الشمالية باعلانها عدم العودة الى طاولة المفاوضات،"الا في حال استجابة واشنطن لبعض الشروط"، وجددت تأكيدها امتلاك سلاح ذرّي، استمر المسؤولون اليابانيون والاميركيون في تجاهل الحجم الكبير لتهديدات بيونغيانغ،"باعتبارها تهدف الى حشد الدعم السياسي المحلي وتعزيز موقفها التفاوضي". واعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية هيرويوكي هوسودا ان الدروس السابقة المستفادة من التعامل مع كوريا الشمالية تجعلنا نعتقد أن دولاً اخرى على وشك اقناعها باستئناف المحادثات السداسية قريباً". تهدئة أميركية وقال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية آدم ايريلي:"اذا كان لدى كوريا الشمالية مواضيع تريد مناقشتها، فيجب ان يحصل ذلك من خلال استئناف المفاوضات السداسية في اسرع وقت". وكرر ايريلي القول ان الولاياتالمتحدة"لا تنوي مهاجمة كوريا الشمالية او اجتياحها، وهو ما اكده كبير المفاوضين الاميركيين كريستوفر هيل في إحدى جلسات"مؤتمر القيادة الآسيوي"المنعقد حالياً في سيول. واوضح هيل أن كوريا الشمالية تهدر الوقت إذا استمرت في متابعة ما تدعي انه رادع نووي ضد سياسة الولاياتالمتحدة العدوانية، لان الولاياتالمتحدة لا تنوي مهاجمتها، وقال:"اننا مستعدون للتحاور مع كوريا الشمالية، ولكن السؤال المطروح: هل يريد الكوريون الشماليون البقاء خارج العملية الوحيدة التي تمضي قدماً وبناء برنامج نووي ذي فائدة معدومة؟". وفي فيينا، دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية كوريا الشمالية الى قبول استئناف المحادثات السداسية.