بعد توقع فوز ساحق لقائمة"الائتلاف العراقي الموحد"في الانتخابات العراقية الاحد الماضي، تنصب المشاورات حالياً للاتفاق على تشكيلة الحكم الجديدة، فيما تنحصر المنافسة على رئاسة الحكومة بين عادل عبد المهدي وابراهيم الجعفري وحسين الشهرستاني وأحمد الجلبي. وكشف ابو اكبر الساعدي، المشرف السياسي على"منظمة بدر"الجناح العسكري المنحل في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"عن وجود اتصالات ومساع لتحويل اطراف قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"الى كتلة سياسية لها برنامج موحد. وقال الساعدي ل"الحياة"ان المعلومات تشير الى فوز ساحق حققته القائمة المذكورة في انتخابات الجمعية الوطنية"يتطلب المحافظة على الائتلاف في مرحلة ما بعد الانتخابات وخلال الفترة السياسية المقبلة"، مضيفاً وجود"مساع لتحويل الائتلاف الى تكتل سياسي لبلورة برلمان عراقي فعال وقوي". واكد انه لا مخاوف على مصير"الائتلاف"في مرحلة ما بعد الانتخابات. وافاد:"توجد ضوابط تم التفاهم عليها داخل الائتلاف لتشكيل حكومة عراقية جديدة واختيار رئيسها المقبل". واشار الى ان"من ابرز المرشحين لمنصب رئيس الحكومة: عادل عبد المهدي وحسين الشهرستاني، اللذان حصلا على تأييد واسع وكبير، في حين ان ترشيح ابراهيم الجعفري واحمد الجلبي يبدو اقل تأييداً". من جهة أخرى، قال الساعدي ان الملف الأمني يحظى بأهمية لدى"الائتلاف"، وزاد:"الحقائب الوزارية الأمنية ستكون من اختصاص الغالبية البرلمانية التي ستشكل الحكومة المقبلة". ولفت الى وجود اتصالات من نوع آخر تتعلق باشراك جميع الاطراف سواء الكردية او السنية في تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة. وقال الشيخ محمد تقي المولى، مسؤول مكاتب المنطقة الشمالية في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"، ان عادل عبد المهدي هو مرشح المجلس الأعلى لرئاسة الحكومة، لافتاً إلى ان الموضوع لم يحسم بعد. وكانت وكالة"رويترز"للأنباء نقلت عن نائب وزير الخارجية العراقي حامد البياتي ان"الشيعة يريدون رئاسة الوزراء ومتمسكون بهذا المنصب ولن يتخلوا عنه". وأضاف:"هناك مرشحون. والاسماء لا تزال غير نهائية لانهم يتداولون الان بالمواصفات والشروط". وقال البياتي، وهو عضو في المجلس الأعلى، انه يجب الاتفاق على اسم الرئيس بين الجماعات العرقية والدينية الرئيسية الثلاث، وهي الشيعة والاكراد والعرب السنة. وأضاف انه اذا حصل الاكراد على الرئاسة فان سنياً عربياً يمكن ان يصبح الرئيس الجديد للجمعية الوطنية. وقال ان"اسم رئيس الجمهورية يجب ان يتم بالتوافق بين الشيعة والسنة والاكراد. لكن اذا اراد الاكراد رئاسة الجمهورية فعليهم ارضاء السنة". في غضون ذلك، توقع مثال الآلوسي، رئيس"حزب الأمة العراقية الديموقراطي"ان"تعصف خلافات بقائمة الائتلاف العراقي الموحد حول طريقة العمل وادارة المرحلة المقبلة"، مضيفاً ان"بعض اطراف الائتلاف ربما ينسحب منها في الأيام القادمة، ومن ابرز المرشحين للأنسحاب فواز الجربة، احد وجهاء عشيرة شمّر المتحدر من محافظة الموصل". وشدد على انه يجب احترام فوز قائمة"الائتلاف"في الانتخابات"من دون ان يعني هذا الفوز على الاطلاق ان العراق سيكون جزءاً من احلام ايران". ولفت عدنان علي الكاظمي، عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة، إلى ان أعضاء قائمة"الائتلاف"سيلجأون إلى الحلول التوافقية لحسم هذا الموضوع، وأكد ان الجعفري هو مرشح حزب الدعوة لهذا المنصب، وأضاف ان أحمد الجلبي وشخصيات أخرى غير مستبعدة. ولفت الكاظمي إلى ان الجميع متفق على تشكيل حكومة قوية تنهض بالمهمة الصعبة، وشدد على ان قائمة"الائتلاف"متماسكة ولن تكون عرضة للتفكك بسبب هذا الموضوع. وقال مضر شوكت، الشخص الثاني في"المؤتمر الوطني العراقي"بزعامة أحمد الجلبي ان"العراق يمر بمرحلة دقيقة وحرجة تحتاج إلى شخصية تتمتع بالخبرات السياسية والادارية ولها ثقل محلي ودولي"، مشيراً إلى ان أحمد الجلبي، هو الشخصية التي تجمع التكنوقراطية والسياسة. ودعا"الجميع الى وضع المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية"، وحذر من مغبة تدخل أطراف داخلية وخارجية في محاولة لتفكيك قائمة"الائتلاف"، وأكد ان ترشيح المجلس الأعلى لعادل عبد المهدي ليس نهائياً، وأكد ان الموضوع سيناقش بشكل موضوعي"وان لم تحسمه النقاشات فسيتم الاحتكام للتصويت أو طلب رأي المرجعية العليا في النجف". دعوة لاقتراع السري من جهة أخرى دعا المجلس السياسي الشيعي أعضاء قائمة"الائتلاف"إلى الاحتكام إلى الاقتراع السري لحسم موضوع الترشيح لمنصب رئيس الوزراء إذا ما فشلت المساعي التوافقية. وأكد علي فيصل اللامي، عضو المكتب السياسي للمجلس، ان لقاءات ثلاثية تمت بين كريم المحمداوي وأحمد الجلبي وعبد العزيز الحكيم من جهة وابراهيم الجعفري والجلبي والمحمداوي، من جهة أخرى، تم خلالها طرح جميع التفاصيل والتصورات حول المواصفات التي يجب توافرها في شخصية رئيس الوزراء، وأشار إلى ان لجنة ثلاثية شكلها أعضاء قائمة"الائتلاف"للقاء كل المرشحين، على حدة، ومطالبتهم بالتنازل لصالح أحد المرشحين الآخرين الذين يرغبونهم، لتقليص عدد الشخصيات المرشحة لهذا الموقع. وأكد انه سيتم اللجوء إلى الاقتراع السري، خلال اليومين المقبلين، إذا ما فشلت اللجنة الثلاثية بحل الموضوع توافقياً. وأضاف ان جميع أعضاء قائمة"الائتلاف"متفقون على عدم اقحام المرجعية الدينية العليا في هذا الموضوع، ولفت إلى ان أعضاء القائمة متخوفون من اصرار بعض المرشحين على ترشيح أنفسهم لهذا المنصب، بغض النظر عن رأي الآخرين داخل"الائتلاف"ما يمكن أن يهدد وحدته بالتفكك. وأشار، إلى ان الاقتراع السري هو صمام الأمان لمواجهة هذا الموضوع. وكشف اللامي عن محاولات يبذلها"الائتلاف"لضم الشيخ غازي عجيل الياور، رئيس الجمهورية العراقية الحالي، اليه، وأضاف انه على رغم ان الموضوع لم يطرح بشكل مباشر الا ان هناك توجهاً ليكون الياور رئيس البرلمان المقبل. وأكد ان الكتلة المؤيدة لترشيح الجلبي لمنصب رئيس الوزراء داخل"الائتلاف"هي التي تدعم ترشيح جلال طالباني لمنصب رئيس الجمهورية والياور لمنصب رئيس البرلمان. وذكر اللامي ان المجلس السياسي الشيعي والتيار الصدري وحزب الفضيلة الاسلامي وعدداً كبيراً من المستقلين يدعمون ترشيح الجلبي لمنصب رئيس الحكومة.