طالب المستشار القانوني للرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون وشاهد العيان على فضيحة ووترغيت المحامي الأميركي جون دين بأن تترأس الولاياتالمتحدة الأميركية امرأة، مؤكداً أن عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيدة هيلاري كلينتون تقدم صورة نموذجية لذلك المنصب. ويبدو أن المحامي المخضرم توصل الى هذه النتيجة بعدما وجد - على حد وصفه - أن أميركا خاضت تجربة"الرئيس الرجل"لفترة طويلة وأن الوقت حان ليجرب الشعب الأميركي أن تحكمه امرأة و"تكفي الجرعة المكثفة من هرمون التستوستيرون التي تجرعها الأميركيون". إلا أن الزيارة التي قام بها جون دين للقاهرة أخيراً بدعوة من الجامعة الأميركية في القاهرة لم تكن بغرض الحديث عن هرمون الذكورة، وانما لبث انتقاداته الخاصة بالأسلوب الذي يتبعه الرئيس الأميركي جورج بوش في رئاسة أميركا، والتي يصفها ب"الرئاسة السرية"التي تعمد الى إخفاء الحقائق والوثائق، كما صنفها بأنها"أسوأ من فضيحة ووترغيت"، وكان هذا عنوان كتابه الذي لاقى رواجاً كبيراً. قال دين ل"الحياة"إن هذه السرية في الحكم تعني عدم المصداقية ما جعل نظام الحكم في أميركا"أقل ديموقراطية"، اضاف:"لست ضد حكومة بوش، لكن انتقد بشدة الاتجاه الى السرية في الحكم حتى قبل احداث 11/ 9 وكنت اعتقد انهم يفعلون ذلك، وحاولت تنبيههم، لكني فهمت أن مصلحتهم تكمن في السرية". وعلى رغم ان الأميركيين اختاروا بوش لفترة رئاسة ثانية، الا ان دين يرى أن الشعب بدأ يعي الاثار السلبية لتلك السرية، يقول:"قبل أيام قليلة أظهر استطلاع رأي أن 70 في المئة من الأميركيين قلقون من الاتجاه نحو السرية الزائدة في الرئاسة، وللعلم فإن استطلاعات أخرى أجريت قبل الانتخابات الرئاسية مباشرة أشارت الى أن المعلومات المتوافرة لدى الناخبين المؤيدين لبوش تختلف تماما عن تلك المتاحة لدى الناخبين المؤيدين لجون كيري. فمثلاً 70 في المئة ممن انتخبوا بوش كانوا على يقين بوجود أسلحة دمار شامل لدى العراق، بالاضافة الى وجود علاقة وثيقة بين الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وتنظيم القاعدة". ونظراً الى خبرة دين الكبيرة مع فترة حكم نيكسون وانتقاداته اللاذعة لحكم بوش، فقد وجد وجه مقارنة بينهما وهو استخدام كل من الرئيسين لضمير الغائب في الإشارة لنفسيهما بدلاً من ضمير المتكلم، ويفسر دين ذلك بأنهما غالباً شعرا انهما غير قادرين على ملء موقع الرئاسة". يذكر أن شهادة جون دين أمام الكونغرس الأميركي خلال فضيحة ووترغيت هي التي اقنعت الأميركيين بتورط نيكسون في أعمال مخالفة للقانون، الأمر الذي دفعه الى الاستقالة، اذ شهد دين أن نيكسون كان يعلم باقتحام المركز الرئيسي للديموقراطيين، وساعد على إخفاء الأمر، ولذا اعتبره القانون الأميركي مخالفاً لأسس العدالة، وحُكم عليه بالسجن لمدة اربعة أشهر لدوره في الفضيحة. كما خضع وأسرته لمدة عام لبرنامج حماية الشهود، وهي الفترة التي يقول إن زوجته استمتعت بها بطريقة ما،"اذ كانت الحكومة تقوم بمهمة التسوق من السوبر ماركت بدلاً منها خوفاً على حياتهم".