بذلت الديبلوماسية الجزائرية جهوداً كبيرة حتى لا تتحول القمة الى"قمة التطبيع"مع اسرائيل. وكانت مبادرة السلام، التي حاول الاردن تسويقها، احد اهم التهديدات التي سعت الجزائر الى محاولة السيطرة عليها او"دفنها"بالعبارة التي نطق بها مندوب الجزائر لدى الجامعة السيد عبد القادر حجار. واكدت مصادر جزائرية ل"الحياة"ان"ملاسنة حادة"جرت بين المندوب الجزائري ووزير خارجية الاردن هاني الملقي في اليوم الاول من اجتماعات وزراء الخارجية بسبب استعمال حجار عبارات وصفت بانها"غير لائقة"خلال مناقشة المبادرة الاردنية، وتم فيها دعوة وزير خارجية الاردن الى عرض المبادرة على مسؤولي جمهورية ليسوتو كونهم ربما الجهة الوحيدة التي لم تصلها"مبادرة السلام العربية"التي تمت المصادقة عليها في قمة بيروت ويحاول الاردن اعادة تسويقها مجدداً. ورد وزير خارجية الجزائر عبد العزيز بلخادم، بلهجة غاضبة، على اسئلة صحافيين تحدثوا عن امكان تحول قمة الجزائر الى"قمة التطبيع". وقال في مؤتمر صحافي، مساء الاحد، ان"جزائر الشهداء لن تكون محطة للتطبيع وان قمة الجزائر لن تكون قمة التطبيع". ودعا حجار في تصريحات صحافية الدول العربية التي ترغب في التطبيع الى ان"تطبع العلاقات مع اسرائيل في دولها وليس في الجزائر". ويعتبر موضوع تطبيع العلاقات مع اسرائيل من بين ابرز القضايا الحساسة التي تحاول السلطات الجزائرية التعامل معه بحذر شديد وهي كانت رفضت مطلع الشهر الجاري دعوة رسمية من الولاياتالمتحدة الاميركية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. وقال مصدر غربي ل"الحياة"ان سفير الولاياتالمتحدة الاميركية لدى الجزائر ريتشارد ريدمان ابلغ بلخادم مطلع الشهر رسالة رسمية من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بخصوص قمة الجزائر حضته فيها على ضرورة دعم التوجه الى تسوية النزاع العربي الاسرائيلي وتطبيع العلاقات مع تل ابيب. ورد بلخادم بحسب المصدر بصريح العبارة انه لن يكون الوزير الذي يطبع العلاقات مع الدولة العبرية. وسبق القمة العربية لغط كبير في شأن العلاقات مع اسرائيل بسبب بث وكالات الانباء صورة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مع شمعون بيريز على هامش اجتماعات مدريد التي خُصصت لمحاربة الارهاب، ونفى رئيس الحكومة احمد اويحيى في مؤتمر صحافي انباء عن هذا اللقاء قبل ان يفاجأ في اليوم التالي بنشر الصحف المحلية صورة الرئيس الجزائري مع بيريز. وتسبب موضوع العلاقات مع اسرائيل في متاعب كبيرة للحكومة كان آخرها نهاية العام الماضي عندما اضطر وزير المال عبداللطيف بن اشنهو الى تقديم رد على سؤال نائب في البرلمان بخصوص تصدير النحاس الجزائري الى اسرائيل واستقرار رجال اعمال اسرائيليين في الجزائر لادارة شركات خاصة.