اتفق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم مساء أمس على التزام"مبادرة السلام العربية"، التي قدمها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز واعتمدتها"قمة بيروت"العام 2002، ببنودها كافة، وتفعيلها عن طريق آلية للتحرك العربي مجدداً لكسب تأييد دول لها وعدم الأخذ بالاقتراحات الأردنية لتعديل هذه المبادرة. وانتهى الوزراء حتى مساء أمس من مناقشة نحو 80 في المئة من جدول أعمال القمة. وعلمت"الحياة"أن القمة ستتخذ قراراً عربياً بالتضامن مع سورية في مواجهة الضغوط الغربية ورفض قانون"محاسبة سورية"الذي أقره الكونغرس الأميركي. وسيؤكد البيان الختامي على ضرورة انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل ومن الأراضي اللبنانية راجع ص 5. ولم يستطع وزير الخارجية الأردني هاني الملقي يستطع"تسويق"المشروع الأردني الخاص بعملية السلام، وفضل"ألا يتسبب في خلافات داخل الجلسة المسائية والاجتماع الوزاري أمس. وفيما لم تتأكد مشاركة الملك عبدالله الثاني في القمة، اعلن مصدر في الرياض ان الامير عبدالله سيرأس وفد بلاده اليها. وخصصت الجلسة لمناقشة الاقتراح الأردني الذي كان استبعد بانتقادات أطلقها وزراء خارجية دول عربية وجدوا أن العرب ليسوا في حاجة إلى"مبادرات جديدة"وأن لديهم"مبادرتهم"بالفعل وأن مسألة تسويقها دولياً تحتاج فقط إلى آلية يمكن الاتفاق عليها ورفعها إلى الزعماء العرب في القمة التي تعقد الثلثاء والأربعاء. وساد الهدوء الجلسة المسائية على غير المتوقع، وتكفل وزراء خارجية الجزائر والسودان ولبنان الذين تحدثوا أولاً، بإجهاض الأفكار الأردنية، من دون أن يستخدموا عبارات حادة أو"لهجة قاسية". وكان الوزير الجزائري عبد العزيز بلخادم استبق الاجتماع بتأكيد أن القمة"لن تكون قمة للتطبيع". ولأن المبادرة الأردنية"فُهمت على أنها مقدمة لتطبيع واسع مع إسرائيل"فإن المتحفظين عن التطبيع ساندوه داخل الجلسة ولم يعترض أحد على الصياغة الفلسطينية التي أعدها الوزير ناصر القدوة وشدد فيها على تبني مبادرة العربية الأمير عبد الله بن عبد العزيز. وجاء مشروع القرار الخاص بالقضية الفلسطينية مؤكداً تلك المبادرة ودعمها والسعي إلى تفعيلها. وكان الملقي أكد أن الأفكار الأردنية لا تعارض"مبادرة السلام العربية"وأن"الاختصار"هدف إلى تسويق المبادرة في الدول الأجنبية وأنه لاحظ من خلال جولاته في أوروبا وأميركا أن"المبادرة العربية"لم تُسوق جيداً هناك. وحين سألته"الحياة"ماذا سيكون موقفه إذا رُفضت الأفكار الأردنية، رد باقتضاب"يمكنك أن تسحب الحصان إلى الماء ليشرب ولا يمكن أن تجبره على أن يشرب بالفعل"وكما كان التوافق على الموضوع الفلسطيني سهلاً فإن مواقف الدول العربية من القضايا الأخرى لم تثر أي خلافات. وتبقى مسألة التمثيل في القمة محل نقاش بعد اشاعات عن غياب بعض الزعماء لأسباب غير معروفة، وكان البحث عن تلك الأسباب والمبررات التي قد تُطرح لوسائل الإعلام، كما أن الإعداد لقمة جزائرية - مغربية على هامش القمة العربية حظي باهتمام كبير في حين تأكد أن المستجدات على الساحة السورية - اللبنانية لن تُطرح كموضوع مستقل على القمة، وإنها ستترك للقاءات الجانبية والهامشية للقادة، وهناك توجه لأن يتضمن البيان الختامي استنكار وإدانة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري والترحيب بقرار سورية سحب قواتها من لبنان، على أساس اتفاق الطائف والقرار الرقم 1559. وعلم ان القمة المقبلة ستعقد في الخرطوم بعدما تنازلت جيبوتي عن دورها في استضافتها.