شهد حرم جامعة الازهر في مدينة غزة مساء أول من أمس حوادث شغب على خلفية قرارات اصلاحية شملت بعض الكوادر التعليمية، واشعل طلاب النار في احدى قاعات التدريس واحرقوا اطارات سيارات داخل الحرم وحاصروا لثلاث ساعات مكتب رئيس الجامعة الدكتور هاني نجم الذي تولى مهمات منصبه منذ نحو اسبوعين فقط، وحاولوا الاعتداء عليه وعلى عدد من الاساتذة. وقالت مصادر طلابية وحقوقية ان الاحداث بدأت باعتصام نفذه طلبة الكلية المنتمون الى"منظمة الشبيبة الفتحاوية"الذراع الطلابية لحركة"فتح"، ما لبث ان تحول الى احتجاجات عنيفة على قرارات لرئيس الجامعة تتعلق بفرض النظام والانضباط الاداري والاكاديمي بهدف اعادة الاعتبار للجامعة التي ساءت صورتها منذ تأسيسها عام 1991 وأصبحت رمزا للفساد الاكاديمي والاداري. واشارت المصادر ل"الحياة"الى ان نجم قرر اعفاء عدد من العمداء والاساتذة يعملون في الفترتين الصباحية والمسائية من العمل في احداهما، خصوصا وانهم يتقاضون راتبين من الجامعة، وهو ما يشكل فساداً ادارياً ومالياً في جامعة تعاني أصلا من عجز مالي. ولفتت الى ان القرار أثار حفيظة عميد كلية الدراسات المتوسطة الدكتور حازم سكيك وعدد من المدرسين فيها والطلبة المتضامنين معهم الذين علقوا الدراسة في الكلية، ما ادى الى الغاء الامتحانات التي كان مقررا اجراؤها خلال الاسبوع الجاري. ووصلت الى مقر الجامعة قوات حفظ النظام والتدخل في الشرطة التي اخرجت الطلاب من الجامعة، فيما اصيب خمسة من الطلاب في اشتباكات بجروح طفيفة. واعلن رئيس الجامعة في اعقاب ذلك اغلاق الجامعة حتى اشعار آخر، كما قرر مجلس أمناء الجامعة ايقاف سكيك، وهو ابن خالة رئيس الجامعة المقال الدكتور رياض الخضري، عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق في الاحداث. واثارت اعمال الشغب في الجامعة ومحاولة الاعتداء على رئيسها ردود فعل مستنكرة، واعتبرت"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"في بيان ان"ما حصل يندرج في اطار حال الفوضى والانفلات الامني"، مطالبة الرئيس محمود عباس ابو مازن باعادة تشكيل مجلس امناء الجامعة"من شخصيات قادرة وكفؤة ونزيهة تمثل كل القوى السياسية والمجتمعية، حتى تكون قادرة على معالجة الاخلالات في الجامعة وتطويرها وحمايتها". وطالب"مركز الميزان"لحقوق الانسان في بيان السلطة الفلسطينية"بفتح تحقيق جدي في الحادث لمعرفة الاسباب والدوافع الحقيقية ومحاسبة من تثبت ادانتهم". فيما استنكر مجلس امناء الجامعة"العمل اللامسؤول بالاعتداء على الحرم الجامعي".