في وقت تواصلت أمس لليوم الرابع على التوالي الاشتباكات بين طلاب مؤيدين لجماعة «الإخوان المسلمين» في جامعتي الأزهر والقاهرةوالإسكندرية وقوات الشرطة، أمر النائب العام أمس بإحالة 29 طالباً من المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي على محكمة جنايات القاهرة باتهامات «ارتكاب أعمال عنف وتخريب واقتحام المبنى الإداري لجامعة الأزهر» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. واندلعت اشتباكات بين مئات من طلاب «الإخوان» والشرطة لدى محاولة طلاب الخروج بمسيرات من مبنى جامعة الإسكندرية. واستخدم الجنود قنابل الغاز كما تبادلوا مع الطلاب الرشق بالحجارة، قبل أن تتمكن مجموعة من الطلاب من إضرام النار في سيارتي شرطة. ووصلت مسيرة تضم مئات من طالبات «الإخوان» في جامعة الأزهر إلى شارع مصطفى النحاس الرئيس في شرق القاهرة قبل أن تستخدم قوات الشرطة خراطيم المياه لتفريقها. ونقل طلاب كلية الهندسة في جامعة القاهرة تظاهرات دعوا إليها أمس من أمام وزارة التعليم العالي إلى أمام الجامعة للمطالبة بالإفراج الفوري عن الطلاب المعتقلين، وإقالة وزيري التعليم العالي حسام عيسى والداخلية محمد ابراهيم والتحقيق معهما. وطالب الطلاب بسحب الشرطة من محيط الجامعات وإلغاء جميع القرارات التي تسمح لها بدخول الحرم الجامعي وإلغاء التحقيقات ومجالس التأديب المتعلقة بالنشاط الطلابي أو السياسي في الجامعة ومحاكمة المسؤولين عن سقوط ضحايا خلال الاشتباكات في الجامعات. وكان عميد كلية الهندسة في جامعة القاهرة ووكلاؤه قدموا أول من أمس استقالاتهم إلى رئيس الجامعة. وقررت إدارة جامعة القاهرة إنهاء محاضرات الفصل الدراسي الأول في كلية الهندسة أمس، على أن تجرى الامتحانات في مواعيدها وأن يقتصر امتحان الطلاب على القدر الذي تم تدريسه. وقال رئيس جامعة القاهرة جابر جاد نصار إن «من المقرر إنهاء أعمال الدراسة للكليات النظرية في الجامعة ابتداء من الخميس (اليوم)، على أن تحدد كل كلية جداول امتحاناتها»، موضحاً أن «إنهاء الدراسة سيكون طبقاً لقرار عمداء الكليات، وستباشر الكليات العملية الدراسة حتى منتصف الشهر الجاري». وقرر «وقف جميع الأنشطة الطلابية لطلاب الكليات في الجامعة»، معللاً ذلك بأن «ما يحدث بالجامعة هو أمر غير مقبول، ونرغب في توفير السلامة والحماية للطلاب». في المقابل، قال وزير الداخلية إن «الوزارة على دراية بالمؤامرات التي ترصد للبلد، والخطة الحالية هي استخدام طلاب الجامعات لإرباك المشهد لعدم الانتهاء من الاستفتاء على الدستور، لكننا نسير في طريقنا لاستكمال خريطة الطريق». وأوضح، خلال مؤتمر صحافي أمس أن «خطة الإخوان تتمثل في استدراج الشرطة إلى الجامعة وإحداث بعض المشاكل واتهام الشرطة بها، إذ تم اتهام الشرطة بقتل طالب الهندسة وطلاب الأزهر... أنا واثق من براءة الأمن، وسننتظر النتيجة ونرضى تماماً بها». وأشار إلى أن «الشرطة قادرة على إنهاء الأحداث التي تتم (التظاهرات) في 5 دقائق، ولكن يتم التعامل مع الموضوع بحكمة لتفويت الفرصة على الإخوان لعدم إثارة المشهد لمصلحتهم، فالطلاب أبناؤنا جميعاً... وما يحدث الآن في الأزهر هو تصدير البنات لقطع الطريق. لكن الوزارة تعلم هذه المخططات». أما وزير التعليم العالي فأكد أن «الدراسة لن تتعطل، ولن تحقق الحكومة ما يصبو إليه أعداء الوطن». وقال في مؤتمر صحافي لمجلس الوزراء إن «المجلس الأعلى للجامعات هو من يحدد متى تبدأ الدراسة ومتى تنتهي... الدراسة مستمرة ولن تتوقف والأساتذة مصرون على الاستمرار في الدراسة، خصوصاً أن الجامعات الساخنة لا تتجاوز 4 جامعات فقط». وفي سيناء، قال الناطق باسم القوات المسلحة العقيد أحمد علي إن قوات الجيش الثاني ألقت القبض على أحد عناصر جماعة «أنصار بيت المقدس» خلال خلال حملة أمنية. وأوضح علي في بيان أن «عناصر خاصة» من الجيش الثاني الميداني ألقت القبض على «عبدالرحمن سلامه سالم أبو عيطة، وشهرته رحمي، وهو أحد أخطر العناصر التكفيرية في شمال سيناء وينتمي إلى جماعة أنصار بيت المقدس، وحاول الاعتداء على القوات المطاردة له بتفجير قنبلة يدوية كانت بحوزته».