أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريرها السنوي لحقوق الإنسان، وجهت خلاله انتقادات حادة إلى بعض حلفائها ودول أخرى تسعى الولاياتالمتحدة إلى تحسين علاقاتها معها، على رغم الانتقادات الواسعة لسجل واشنطن في ما يتعلق بحقوق الإنسان الذي تدهور بسبب فضائح تعذيب السجناء في العراق وأفغانستان. وانتقد التقرير روسيا، وقال إن سجل حقوق الإنسان الخاص بها"ازداد سوءاً"في الكثير من المجالات، فيما اعتبر سجل حقوق الإنسان في السعودية"ضعيفاً"، على رغم الإشارة إلى"بعض التقدم "الذي أحرزته المملكة. وأشاد التقرير بمؤتمر لحقوق المرأة عقدته تحت رعاية حكومية، أول جماعة رسمية لحقوق الإنسان في البلاد. لكنه اعتبر أن العنف والتمييز ضد النساء والأطفال والأقليات الدينية والعرقية لا يزال مستمراً، مشيراً إلى أن شهادة المرأة في المحاكم لا تعادل شهادة الرجل. وقال أيضاً إن من بين البوادر المشجعة تسجيل ناخبين ومرشحين على رغم اقتصار التسجيل على الرجال فقط وهي عمليات"جرت في شكل طيب تمهيداً لإجراء انتخابات بلدية". وشكت واشنطن من أن الكرملين وهو حليف وثيق في الحرب الأميركية على الإرهاب، عزز سلطته المركزية. كما أعربت عن"القلق من تآكل إمكانات مساءلة الحكومة"بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام وضعف البرلمان والضغوط السياسية على هيئة القضاء. إيران وسورية وقال التقرير الذي يتضمن تقويماً لممارسات 196 دولة في شتى أنحاء العالم، إن إيران وسورية"واصلتا ارتكاب الكثير من الانتهاكات الخطرة"في العام الماضي، كما انتقد السلطات الفلسطينية وإسرائيل الحليف المقرب للولايات المتحدة. ورأت الخارجية الاميركية أن حق الإيرانيين في تغيير حكومتهم كان"مقيداً إلى حد كبير"عام 2004، بسبب العمليات السياسية التي شملت انتخابات"معيبة بصورة خطرة". وأضاف التقرير أنه على رغم أن الدستور الإيراني يحظر التعذيب، إلا أن هناك"تقارير عدة ذات صدقية"بأن عناصر قوات الأمن وحرس السجون عذبوا السجناء بضربهم وتعليقهم من الأيدي والأرجل. من جهة أخرى، اعتبر التقرير أن الحكومة في سورية تمنع أي معارضة سياسية منظمة، فيما تقوم قوات الأمن"مراراً"بتعذيب المعتقلين. وتحدث التقرير عن"تمييز"ضد الأقلية الكردية. وقال التقرير الذي استشهد بمنظمة العفو الدولية ورابطة حقوق الإنسان في سورية، إن ثمانية أشخاص ماتوا في السجن بسبب التعذيب أو سوء المعاملة على يد أجهزة الأمن خلال عام. وشملت غالبية الحالات مواطنين أكراداً اعتقلوا وعذبوا بعد أحداث شغب في الحسكة. الأراضي المحتلة وفي معرض معالجة التقرير للموقف في الضفة الغربية وقطاع غزة، قال إن سجل السلطة الفلسطينية في مجال حقوق الإنسان"سيئ"، وأنها تواصل ارتكاب"انتهاكات خطرة عدة". وأضاف:"هناك تقارير تحظى بصدقية عن أن ضباط السلطة الفلسطينية شاركوا في تعذيب وانتهاكات ضد السجناء واعتقال تعسفي"، وذلك في تقويمه للوضع قبل أن تؤدي وفاة الرئيس ياسر عرفات إلى إحداث تغيرات كبرى في القيادة السياسية الفلسطينية. كذلك أشار التقرير إلى"تقارير بأن قوات الأمن الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة وانتهكت السجناء وعذبتهم"في الضفة الغربيةوغزة. تجاهل لانتهاكات الأميركيين ومن بين الدول التي استنكر التقرير تعاطيها مع حقوق الإنسان، الصين والسودان وزيمبابوي وكوريا الشمالية. واشتكى التقرير من الانتهاكات التي تقع في منطقة دارفور غرب السودان التي قال إنها تشهد إبادة جماعية. وشدد على انتهاكات حرية الصحافة في فنزويلا. لكن الملخص الخاص بوثيقة تقع في أكثر من ألف صفحة لم يلق الضوء على الانتهاكات التي ارتكبها في العراق جنود أميركيون عذبوا سجناء في سجن أبو غريب، وهي الفضيحة التي أميط اللثام عنها العام الماضي، أو في الدعاوى التي رفعت ضد وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون متهمة الجيش الأميركي بارتكاب انتهاكات في حق المعتقلين. وفي المقابل، سلطت الولاياتالمتحدة الضوء على مناطق تقول إدارة بوش إن سياساتها الخارجية كانت ناجحة، مشيرة إلى تحقق إنجازات في مجال الديموقراطية في أوكرانيا وأفغانستان والعراق. وقال التقرير:"نعتقد أن أحداثاً مثل هذه الانتخابات ستعزز آمال السلام وستوفر أرضية صلبة للحكم الذاتي في هذه البلدان، وستساعد في ايجاد قوة دافعة من أجل تحسين الممارسات المتعلقة بحقوق الإنسان بالنسبة إلى جميع الأشخاص المشاركين فيها".