تشهد مصر اليوم معركة انتخابات نقابة المحامين، واتخذت السلطات اجراءات مشددة لتأمين الانتخابات التي ستجري في مقر النقابة العامة وسط العاصمة والنقابات الفرعية في المحافظات، وكذلك مقار المحاكم. ويشارك فيها نحو 150 ألف محام. ويتنافس على منصب نقيب المحامين سبعة مرشحين أبرزهم النقيب الحالي سامح عاشور، ومنافسه الرئيسي رجائي عطية المدعوم من"الإخوان المسلمين"، وبعض القوى السياسية وعلى رأسها الحزب الوطني الحاكم. وتعود أهمية منصب نقيب محاميّ مصر الى كونه بحكم أن مصر دولة المقر سيصبح رئيس اتحاد المحامين العرب. ويتنافس على عضوية مجلس النقابة 271 مرشحاً بينهم نحو عشرة من قادة"الإخوان"التي طرحت لائحة تضم رموزاً من تيارات أخرى. وتواجه قائمة"الاخوان"قائمة أخرى منافسة يقودها سامح عاشور نظراً الى الخلافات التي شغلت المحامين طوال مدة المجلس الحالي بينه وبين غالبية المجلس التي تنتمي الى"الاخوان". وأبرز مفاجآت قائمة الاخوان انها ضمت محامي الجماعات الاسلامية منتصر الزيات الذي فقد"الإخوان"ترشيحه في الانتخابات السابقة وتمكنوا من اسقاطه منها، ومحمد نزاع التجمع، ومحمود السقا ومحمد كامل الوفد، وعبدالسلام كشك شقيق الداعية الاسلامي الراحل عبد الحميد كشك. كما ضمت عبدالعظيم ماجد وهو من أعضاء الحزب الوطني البارزين، وسيد عبدالقادر حزب العمل ومحمد منيب ناصري. وقال محمد طوسون وكيل نقابة المحامين وأحد أبرز قادة"الاخوان"إن الجماعة ستخوض الانتخابات بقائمة قومية موحدة تضم كل التيارات والانتماءات الحزبية والسياسية على رأسها أحزاب الوفد، والناصري، والوطني، ومحامية قبطية. وكان لافتاً أن الحكومة اتخذت موقفاً محايداً في الانتخابات. وفسّر بعضهم الامر على ان عطية كان مدعوماً من الحزب الوطني في الانتخابات السابقة لكنه لم يفز بمقعد النقيب الذي ناله عاشور، وان الحكومة رأت أن أداء الأخير لم يكن سيئاً بالنسبة اليها، ولم يحول النقابة الى منبر للناصريين، بل انه خاض معركة ضد"الاخوان"وعمد الى محاولة تحجيم نفوذهم. ونجح عاشور في تكوين لائحة مرشحيه بمقاعد النقابة تضم محامين من تيارات مختلفة، إلا انها خلت من الاسلاميين. وهو كان يسعى الى ضم منتصر الزيات الى لائحته لكن الاخوان سبقوه. ورأى مراقبون ان نتائج انتخابات المحامين ستكون مرشداً يحدد مواطن القوة والضعف للقوى السياسية قبل الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وعلى رغم أن بعضهم استغرب قبول الحزب الوطني الحاكم ترشيح رموز له على قائمة"الاخوان"، إلا ان مصادر رأت أن الحزب ربما أراد الاستفادة من الكتلة التصويتية الضخمة ل"الاخوان"في نقابة المحامين.