} أعلنت أمس النتائج الرسمية لانتخابات مجلس نقابة المحامين المصريين التي جرت أول من امس. واكتسحت قائمة جماعة "الإخوان المسلمين" الانتخابات التي اسفرت ايضاً عن هزيمة المرشح الحكومي لمقعد النقيب السيد رجائي عطية الذي كان يحظى أيضاً بدعمهم وفاز بالمقعد المرشح الناصري سامح عاشور. حفلت نتائج انتخابات مجلس نقابة المحامين المصريين التي اعلنت أمس بكثير من المفاجآت مثلت في جملتها خسائر فادحة للحكومة والحزب الوطني الحاكم، إذ فاز المرشح الناصري سامح عاشور بمنصب نقيب المحامين وهزم المرشح الحكومي النائب في مجلس الشورى رجائي عطية. واكتسحت قائمة جماعة "الإخوان المسلمين" التي ضمت تسعة من اعضاء الجماعة و11 آخرين من قوى سياسية مختلفة مقاعد مجلس النقابة البالغة 24، وحتى المقاعد الاربعة الباقية فاز باثنين منهما محاميان تلقيا دعماً من الإخوان. وكانت الحيدة والنزاهة التي جرت في الانتخابات محل تقدير من كل القوى السياسية والمراقبين الى درجة الاستغراب. وفي حين فشل التحالف الذي ابرمه عطية مع "الإخوان" في رفع رصيده في منافسته عاشور، استفاد "الإخوان" من التسهيل الحكومي لمهمة ناخبي الجماعة في التصويت لمصلحة عطية. وعلى رغم تفوق القائمة الاسلامية الا أن محامي الجماعة الاسلامية منتصر الزيات لم يحالفه التوفيق. وكان يلزمه نحو 300 صوت فقط ليصل الى عضوية المجلس. وواجه الزيات منافسة من "الاخوان" الذين رفضوا وضعه على لائحة. وأظهرت نتائج فرز الاصوات أن الناخبين أرادوا معاقبة الحكومة اذ اسقطوا مرشحها لمقعد النقيب وانتخبوا نقيباً معارضاً، وفي الوقت نفسه صوتوا لقائمة "الإخوان" باعتبارهم ابرز القوى السياسة المعارضة على رغم تحالف الجماعة مع المرشح الحكومي لمقعد النقيب. وسجل ابن مؤسس الجماعة سيف الاسلام حسن البنا رقماً قياسياً اذ حصل وحده على اكثر من 24 ألف صوت ليفوق ما حصل عليه النقيب عاشور الذي نال نحو 19 ألفا في مقابل 17 ألفاً لعطية. وعقد عاشور مؤتمراً صحافياً أمس اشاد فيه ب"الحيدة والنزاهة" التي جرت فيها الانتخابات. وتعهد بالعمل على انتشال النقابة من عثرتها، وشدد على ضرورة أن تكون "لكل المحامين وليس لتيار معين"، في اشارة الى التيار الاسلامي. وأكد أن على اعضاء مجلس النقابة "أن يخلعوا رداءهم السياسي والحزبي عند ممارسة العمل النقابي"، ولفت الى أنه كان جمد عضويته في الحزب الناصري قبل الانتخابات. ورحب القطب البارز في "الاخوان" الدكتور عصام العريان بالنتائج، واشاد بحيادة الحكومة واجهزة الأمن، وتمنى أن تبادر الدولة الى اجراء الانتخابات المعطلة في باقي النقابات المهنية، ونفى أن يكون "الاخوان" خذلوا المرشح الحكومي. وقال العريان ل"الحياة": "لم نتحالف مع عطية ولكننا ساندناه وهو اعتمد على التأييد الحكومي ولم يعمل من أجل النجاح". ورفض العريان القول بأن الانتخابات تمثل نجاحاً للإخوان وهزيمة للحكومة، معتبراً أن الحكومة "حققت مكاسب كبيرة أمام الرأي العام بإجراءها انتخابات نزيهة دون أدنى شبهة تدخل". ولفت الى أن الإخوان "رفضوا العمل بمبدأ الاستحواذ وفضلوا طرح قائمة قومية تضمن عناصر من تيارات سياسية مختلفة بينها اعضاء في الحزب الوطني". وأثار سقوط عطية ونجاح قائمة "الاخوان" تساؤلات عدة، لكن محامياً استقال من عضوية الجماعة العام 1996 كشف معلومات عن اتفاق بين عاشور واعضاء في الجماعة منحوه اصواتهم. وقال المحامي عصام سلطان ل "الحياة" انه وآخرين ما زالوا اعضاء في الجماعة "التقوا عاشور قبل اسابيع وابلغوه أن تحالف الجماعة مع المرشح الحكومي عطية اصاب شباب الاخوان بإحباط، الذين وان من مصلحة الجماعة التصويت لمصلحته على اساس ان عطية فشل في أن يكون جسراً بين الحكومة وبينهم منذ إعلان تحالف الطرفين قبل اكثر من سنة". وذكر سلطان أن عاشور أوضح مواقفه من التيار الاسلامي ونفى أن يكون يعمل ضد أي فصيل سياسي بعينه.