رحب إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبد الرحمن السديس بحركة الاصلاح التي تشهدها بلاده، لكنه حذر من المزايدين واصحاب المغامرات اللاهثين وراء الظهور والشهرة، ومؤكداً ان الشريعة الاسلامية اثبتت دوماً قدرتها على حسن التفاعل مع المتغيرات من دون الخروج عن الثوابت. واشار السديس في خطبته بالمسجد الحرام أمس، إلى أهمية أن ينطلق الإصلاح"من الركائز الشرعية التي تنظم أمور البلاد ومصالح العباد في المعاش والمعاد، فهي من صميم المنطلقات الشورية النبوية، قبل ان يعرف العالم شعارات الديموقراطية العصرية، اذ الاصلاح وجه من وجوه حكمة بعث الانبياء عليهم الصلاة والسلام". ولفت إلى أنه على رغم"توجه رجال بررة بالأمة صوب الاصلاح المعتبر، وحمل لوائه ... إلا أن هناك بعض المزايدين على الشريعة واصحاب المغامرات الطائشة والاطروحات المثيرة واللاهثين وراء موجة حب الظهور والشهرة". وأكد أن ركب الإصلاح"لا يقوده إلا من هو كبير الهمة مضّاء العزيمة مخلص لله ثم لدينه وولاة أمره وبلاده، ويتحرى موافقة الشريعة في جميع تصرفاته وأعماله، فمن حق أوطاننا علينا ان نكون سعاة لتحقيق مصالحها، ودعاة لدرء المفاسد عنها، وحماة لامنها واستقرارها ورخاها، ووحدة شرائحها واطيافها". وقال السديس"إن الأمة حينما تتسارع بها عجلة المستجدات وتعيش بين الثوابت والمتغيرات، فانها رائدة في شريعتنا الغراء التي لا تعرف الانعزالية والانغلاق والتقوقع والجمود، بل كلها ايجابية وتفاعل في حسن تعامل مع المتغيرات بميزان الكتاب والسنة، استشرافاً للنقلة الحضارية في ضوء الضوابط الشرعية والمقاصد المرعية، تحقيقا للمصالح العليا للامة".