يزور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اليوم دولة الامارات العربية المتحدة، وهي الزيارة الاولى له منذ تشكيله الحكومة الحالية. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان السنيورة سيلتقي رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين الاماراتيين. واشارت الى انه سيطلع المسؤولين الاماراتيين على نتائج مؤتمر نيويورك الذي عقد اخيراً في اطار التحضير لعقد مؤتمر دولي في بيروت لدعم لبنان. وسيطلب السنيورة من الامارات المشاركة في المؤتمر والمساعدة في انجاحه. وسبق لأبو ظبي ان شاركت في مؤتمري"باريس - 1 و2"لدعم لبنان. وكان السنيورة اكد عشية الزيارة في حوار مع محطة"ابو ظبي"ان لبنان يدخل مرحلة جديدة من تاريخه حافلة بتحديات يجب ان نعد انفسنا لها بالتماسك والمواجهة، مشيراً الى"ان هناك صلة بين تصاعد موجة التفجيرات الارهابية وتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ديتليف ميليس"، نافياً معرفته بما يتضمه تقرير ميليس. وقال السنيورة ان"الوجود السوري في لبنان الذي كانت له في البداية نتائج ايجابية، اذ اسهم في انهاء الحرب الاهلية، تحول بعد ذلك الى وجود ضاغط على الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد، وبالتالي كان نتيجة التمديد الذي حصل في لبنان بعد تعديل في الدستور أن بدأت الامور تتردى تدريجاً الى ان وصلت الى النقطة التي طفح بها الكيل، وجاء استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري القشة التي قصمت ظهر البعير، وعبر الشعب اللبناني في 14 شباط فبراير مروراً ب 14آذار مارس عن استنكاره وإدانته لهذا الحادث الاليم، وأيضاً عبر عن تمسكه بالاستقلال والحرية والسيادة التي تأسس عليها لبنان ويستميت بالدفاع عنها". وأشار السنيورة الى"اننا في هذه الفترة نعاني مشكلة اساسية تتعلق بأن هناك ايادي آثمة ترفض المتغيرات التي جرت في لبنان منذ 14 شباط وتود ان تصور الى اللبنانيين بأنهم غير قادرين على الامساك بأمور بلدهم، وبالتالي تفتعل هذه الايادي عمليات تفجير وهي عمليات ارهاب". وسئل: هل ثمة علاقة بين تصاعد هذه التفجيرات وتقرير ميليس؟ اجاب:"نعم هناك صلة بين هذه وتلك وأن من يقوم بهذه التفجيرات يحاول ان يدفع اللبنانيين الى أن يقولوا ليتنا نعيش كما كنا في الماضي. في الواقع انه في الماضي لم يكن هناك قرار بالتفجيرات، الآن هناك قرار وبالتالي هذه التفجيرات تصدر عن يد ترتكب اعمالاً ارهابية وكلما اقتربنا من موعد اعلان نتائج التحقيق ازداد المعنيون بالأمور توتراً وأقدموا بشكل او في آخر على القيام بهذه العمليات". ونفى علمه بهوية من يقف وراء هذه العمليات بما في ذلك اغتيال الرئيس الحريري، وقال:"انا اقرأ مثل كل اللبنانيين، وانا اجتمعت بميليس اربع مرات حتى الآن وأحرص كل مرة على ان اقول له ارجو ان تقول لي كل ما تعتقد انه لا يؤثر في مسار التحقيق". وعما اذا كان يعتقد شخصياً ان ميليس توصل الى حقيقة ما، قال:"احساسي الشخصي انه يتقدم على مسار التوصل الى معرفة الحقيقة". وفي حال تبين ان سورية غير متهمة او في حال تبين ان هناك سوريين وجهت اليهم التهمة قال:"اعتقد انه يجب ان نفصل ما بين العلاقة بين سورية ولبنان وبين الشعب السوري والشعب اللبناني عن اي امر قد يكون قام به اشخاص مهما كانت مسؤولياتهم في سورية او في لبنان بهذا العمل. من المسلّمات الاساسية التي يجب ان تكون في ضميرنا هو ان العلاقة بين الدولتين الشقيقتين باقية مهما حصل ومهما كان من ارتكب هذه الجريمة، انا اعتقد ان هذه من المسلّمات. الآن ان اياً كان من ارتكب هذه الجريمة يجب ان ينال عقابه". وأشار السنيورة الى ان زيارته الى دمشق كانت اسهمت"في ازالة مشكلة الحدود ونعمل الآن على النظر في كل الامور، كما نعمل على ازالة كل الشوائب. انا اتصل برئيس الحكومة السوري ونحن نستمر في التشاور والتعاون وهناك عدد من الوزراء زار سورية خلال الفترة الماضية". وكرر ان لبنان مستمر في احترامه للشرعية الدولية, لكنه اوضح ان بنوداً في القرار 1559"تحتاج الى تداول وحوار بين اللبنانيين لايجاد القناعات المشتركة بينهم، ونحن لا نود في سعينا الى تحقيق امر معين ان نصل الى ايجاد اشكالات اخرى". ووصف العلاقة بين لبنان ودولة الامارات ب"الوثيقة جداً ولبنان كانت له مع دولة الامارات سجلات كبيرة من النجاحات في عمقها وفي شفافيتها وصدقها، ولا شك في ان المغفور له الشيخ زايد كان له الدور الاكبر في تعميق هذه العلاقة وإبقائها في هذا السمو".