يلفتك، بين كل تلك الصور الجميلة لفناني الفيديو كليب، طلّة مختلفة لشاب وسيم، أعطته اللحية القصيرة جاذبية، وأضافت إلى هدوء ملامحه سحراً غريباً... صاحب ابتسامة آسرة نابعة من القلب، صوته العذب والدافئ، يبعث لديك شعوراً بالراحة والسلام الداخلي... إنه سامي يوسف صاحب ألبوم "المعلم" الذي استطاع أن يحقق انتشاراً كبيراً في ظل هيمنة أغنيات "الطقش والقفش" ، وما شابهها. لم يتغن يوسف بحبيبته، ولم يعتمد تلك المواضيع التي ملّها الجمهور والحبيبين أيضاً، إنما حاول التغنّي ببعض أخلاقيات الشاب المسلم الذي لا يتوانى عن مساعدة الآخرين، ومعاملة الجميع، من دون تفرقة - بمحبة واحترام. قلّة هم الذين يعرفون أن سامي يوسف 25 عاماً، هو من أصل آذري أذربيجان. نشأ وترعرع في إنكلترا، تتلمذ على يد والده الذي اكتشف ميول ابنه الموسيقية وحاول صقل موهبته. في سن السادسة عشرة حصل على منحة لدراسة الموسيقى في الأكاديمية الملكية للموسيقى في العاصمة البريطانية. ومن هنا، يبدو واضحاً ذلك المزيج بين الروح الشرقية والأنغام الغربية التي اعتمدها في معظم أغانيه. طرح يوسف ألبومه الأول في صيف 2003 تحت عنوان "المعلم" وضم ثماني أغنيات هي : "المعلم" ، "من هو المحبوب" ، "غار حراء" ، "الله الخالق" ، "تأمل" ، "يا مصطفى" ، "الدعاء" . معظم كلمات هذه الأغاني كتبت بالإنكليزية، وتخللها بعض المقاطع بالعربية، علماً أن الأغنية الرئيسة كانت "المعلم" التي صوّرت على طريقة الفيديو كليب وحققت انتشاراً واسعاً. أما ألبومه الثاني فاحتوى على 13 أغنية هي: "أمتي" ، "حسبي ربي" ، "يا رسول الله" ، "حاول ألا تبكي" ، "محمد" ، "أقم الصلاة" ، "أغنية العيد" ، "حر" ، "مناجاة" ، "الأم" بالنسختين العربية والتركية، "لن نخضع" ، و"دعاء". والجدير بالذكر أيضاً أن سامي يوسف لحن 99.9 من الأعمال، كما يقول. أطلّ سامي يوسف على الجمهور أخيراً من خلال أغنية متميزة جداً هي "حسبي ربي" التي تعرضها إحدى محطات "الفيديو كليب". واللافت أن الأغنية مغناة بأربع لغات: الإنكليزية، التركية، الهندية والعربية.، تحمل في نغماتها إيقاعاً راقصاً. وعلى رغم أن ذلك الإيقاع تعرّض لكثير من الهجوم، فقد أسهم إلى حدّ كبير في شدّ آذان الشباب نحو الأغنية الراقية، المختلفة الطابع والمضمون. ويعتبر سامي يوسف نفسه صاحب رسالة إنسانية معاصرة، وكل ما يوّد تقديمه من خلال أغانيه هو صورة حقيقية عن الشاب المسلم الذي يتحلّى بالعزة والكرامة والشرف والقيم السامية: "أوّد من خلال أعمالي أن أعكس صورة حقيقية عن العالم الإسلامي الذي يتعرّض إلى تشويه واضح، خصوصاً عندما يتحدثون عن الإرهاب الذي لا يمت إلى حضارتنا وثقافتنا بصلة".