وجه المركز القانوني للأقلية العربية في اسرائيل عدالة أمس رسالة الى رئيس الحكومة وزير الداخلية ارييل شارون احتج فيها على الأمر الذي أصدره بحق الكاتب والصحافي ابن مدينة عكا انطوان شلحت بمنعه من مغادرة اسرائيل بحجة أنه قد يمس بأمن الدولة. وطالب المركز شارون بإلغاء الأمر قبل أن يتوجه الى المحكمة العليا بطلب مماثل. واعتبر مدير المركز المحامي مروان دلال الأمر الصادر بحق شلحت"خرقاً صارخاً"لحق"كرامة الانسان وحريته"، فضلاً عن أن صدور الامر"لم يتم بالشكل المتعارف عليه قضائياً ولم يتم سماع رد شلحت على الشبهات المنسوبة اليه في الأمر". وطالب دلال بتزويده بالوقائع والمواد التي تم الاستناد إليها لإصدار الأمر. كما بعث مركز"إعلام"، برسالة احتجاج مماثلة إلى شارون قال فيها:"إننا ننظر بخطورة شديدة إلى أمر المنع المذكور الذي يلحق ضرراً كبيراً بحقوق الكاتب والصحافي الموّجه إليه، فضلاً عن كونه يمسّ بحقّه الدستوري في حرية الحركة المنصوص عليه في البند رقم 6 من قانون أساس كرامة الإنسان وحريته". وكان شلحت تلقى الأحد الماضي رسالة بالبريد من شارون بصفته وزيراً للداخلية حملت أمراً موقتاً بمنعه من مغادرة البلاد حتى نهاية الشهر الجاري مع إمكان التمديد لعام كامل بداعي أن من شأن مغادرته أن تمس بأمن اسرائيل. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية أمس عن مصادر قريبة من شارون ادعاءها أن مرد إصدار الأمر ضد شلحت"توافر معلومات شبه أكيدة بأنه قد يستغل زيارته الى الخارج للاتصال بعناصر معادية". وقال شلحت ل"الحياة"إن الأمر الصادر بحقه يندرج في حملة مخابراتية اسرائيلية على أصحاب الأقلام"هدفها منع التواصل مع امتدادنا الثقافي في الخارج"، مشيراً الى التحقيق المخابراتي قبل نحو شهر مع مدير"موقع 48"الإخباري على شبكة الانترنت الصحافي أحمد أبو حسين. واضاف أن الحملة التي شملت تحريضاً على رئيس التجمع الوطني الديموقراطي الدكتور عزمي بشارة على خلفية ما جاء في محاضرة ألقاها في معرض بيروت الدولي قبل أسبوعين تبغي ترهيب الفلسطينيين في الداخل عشية الانتخابات البرلمانية في وقت تقوم الأحزاب الصهيونية بغزو البلدات العربية بحثاً عن الأصوات ومحاولة ثني أهاليها عن التصويت للقوى الوطنية. وزاد أنه كان الأجدر بدولة تقول إنها ديموقراطية أن تمارس هذه الديموقراطية على الملأ بدلاً من ممارستها في الظلمات وعبر اللجوء الى حجج أمنية ترفض الإفصاح عنها وحجج لا مبرر لها على أرض الواقع. يُذكر أن شلحت يرأس تحرير ملحق"المشهد الفلسطيني"الذي يصدره مركز"مدار"وتوزعه"الأيام"الفلسطينية ويعتبر من أبرز الصحافيين والنقاد الفلسطينيين في الداخل وقد رأس في الماضي تحرير صحيفة"فصل المقال"وكان لأكثر من عقدين محرراً بارزاً في صحيفة"الاتحاد"الحيفاوية.