قادت الخيارات العديدة التي يمتلكها مدرب الاتحاد يوردانيسكو فريقه لتعديل تأخره أمام العين إلى تعادل أشبه بالفوز في مباراة الذهاب على كاس أبطال آسيا للأندية 2005، عقب زجه بالأوراق الرابحة التي توجد بجانبه على دكه البدلاء محمد نور وحمزة إدريس ومحمد أمين التي جاءت مشاركتهما ذات فاعلية على الأداء العام لفريق"العميد". ووضح من خلال تشكيلة ومنهجية فريق العين التكتيكة في الشوط الأول سعي مدرب العين ماتشالا إلى إغلاق مناطقه الدفاعية بأكثر من لاعب وإحكام الرقابة على مهاجمي الاتحاد محمد كالون وجوب بفرض المراقبة اللصيقة الفردية التي أوكلت لجمعة خاطر وعلي مسري، ومن خلفهم كابتن الفريق فهد علي"الليبرو"كصمام أمان لمنطقة العمق، مع الايعاز لظهيري الجنب علي الوهيبي يميناً وعبدالله علي يساراً بالتصدي للمساندة الهجومية المتوقعة التي يقوم بها ظهيرا الاتحاد احمد الدوخي وعدنان فلاتة بامتياز، وركز ماتشالا أيضاً على وضع تشيكو تحت مظلة المراقبة القوية وبالتناوب من البنمي بلانكو وزميله هلال سعيد، وهذه التوجيهات التي فرضها ماتشالا على لاعبيه دلت على واقعيته وإجادته في قراءة فريق الاتحاد ليدخل هذا الشوط الأول بمبدأ"الحذر"معتبراً النتائج الكبيرة التي حققها الاتحاد داخل ملعبه وخارجه وفوزه بنتائج كبيرة درساً يجب الاستفادة منه. وكالعادة فرض الاتحاد هيمنته على منطقة المناورة بفضل اللامركزية التي يتقنها لاعبوه مناف وتشيكو وسويد وكريري التي مكنت مناف من التحرر والقيام بدور صناعة اللعب ومساندة المهاجمين، خصوصاً في ظل الرقابة التي فرضت على تشيكو المضطر للتراجع والهروب من الرقابة بالاتجاه إلى أطراف الملعب كثيراً. وتعتبر كرة مناف التي ارتطمت بعارضة فريق العين 7 مؤشراً للتفوق والسيطرة الاتحادية المبكرة على رغم الرد السريع من مهاجم العين نواه الموفق في كسر مصيدة التسلل إلا أن كرته الانفرادية ضلت طريقها لمرمى الاتحاد كأبرز فرصة في هذا الشوط للعين، وعلى رغم إجادة مهاجم الاتحاد جوب التمركز الممتاز داخل المناطق الخطرة إلا أنه يفتقر إلى الحس التهديفي والتعامل الجيد مع الكرات الخطرة التي تجهز له بشكل جيد من زملائه في هذا الشوط الذي تفوق فيه الاتحاد مستوى وخطورة، واستغل فيه البط والارتباك الذي ظهر عليه لاعبو العين جراء الضغط العصبي. وتعتبر العشر دقائق الأولى من الشوط الثاني هي كل ما قدمه العين في هذا المباراة بالدخول المثالي والرائع والتصميم القوي لتسجيل هدف مبكر في مرمى الاتحاد، وهذا ما تحقق بالفعل جراء الهجمات الشرسة والمتواصلة التي وفق مبروك زايد في التصدي لها وبمساعدة عارضة الاتحاد أيضاً حتى استغل علي مسري غياب الرقابة الفردية والاهتزاز الدفاعي لفريق للاتحاد ووضع فريقه بالمقدمة بتسجيله هدف التقدم في وقت مبكر51، ولأن الاتحاد فريق خبير وذو شخصية قوية عاد بسرعة لجو المباراة وإن كانت سيطرته الميدانية من دون فاعلية في المناطق الخطرة لفريق العين ما أجبر يوردانيسكو على أن يستعين بالأوراق الرابحة التي بجانبه فزجّ بمحمد نور بديلاً عن سويد"المشتكي من الإصابة"والخبير حمزة إدريس بديلاً عن غير الموفق بتاتاً في هذه المباراة جوب الذي ربما إنه افتقد لحاسته التهديفيه كثيراً جراء غيابه عن المباريات الماضية بسبب الإصابة وشهدت الدقيقة 70 نقطة تحول كبرى في المباراة عقب التغيير"المستغرب"من ماتشالا بإخراجه المشاغب نواح الذي أقلق دفاع الاتحاد كثيراً وإدخال شهاب عبدالله كوسط أيسر استفاد يوردانيسكو كثيراً من تغيير ماتشالا"المفاجئ"وقام هو بالزج بآخر الأوراق المتمثلة في المهاجم محمد أمين والإيعاز له بالتمركز في الجهة اليسرى العيناوية والمساعدة على فتح التكتلات الدفاعية التي انتهجها لاعبو العين بعد تسجيلهم هدف التقدم، ونظراً إلى كثرة وتنويع أساليب الهجوم الاتحادي استغل الظهير الأيسر عدنان فلاته انشغال مدافعي العين بمراقبة مهاجمي ولاعبي وسط الاتحاد وفاجأهم بتوغله داخل منطقة الثمانية عشر وتحصل على ضربة جزاء أنصفت الاتحاد الفريق الأكثر فرصاً والأكثر استحواذاً ورغبة في كسب المباراة. وفعلاً أثبت لاعبو الاتحاد ومن خلفهم الجهازان الفني والإداري أن الفريق هو الأحق والأجدر بتمثيل القارة الآسيوية، نظير الإرادة القوية والتصميم الكبير في كسب المباراة حتى وهو يلعب خارج قواعده.