نجح مدرب الاتحاد الروماني يوردانيسكو، في قيادة فريقه للدور نصف النهائي من بطولة العالم للأندية، بفضل حنكته التكتيكية وقراءته الجيدة لما قد يحدث لفريقه، أثناء مباراته أمام النادي الأهلي المصري، التي كسبها بهدف وحيد. وقد توقع يوردانيسكو بالفعل أن يبدأ الفريق"الأحمر"مندفعاً من الدقائق الأولى للشوط الأول، فأوعز للاعبيه بالهدوء والحذر في ربع الساعة الأول من هذه المباراة، الذي حاول لاعبو الأهلي مباغتة الاتحاديين بهدف باكر، قد يعطيهم الأفضلية والسيطرة، إلا أن الهجمات الخطرة التي شنها الهجوم الأهلاوي لم يكتب لها النجاح خصوصاً مع الهجمة الباكرة التي سددها المدافع احمد السيد4 خارج مرمى مبروك زايد، على رغم المساحة الجيدة وغياب الرقابة عنه من مدافعي الاتحاد. وعلى رغم عودة لاعبي الاتحاد لجو المباراة مع انقضاء ربع الساعة الأول، إلا أن الحضور الذهني والتركيز العالي للاعبي الأهلي، خصوصاً لاعبي الارتكاز حسن مصطفى ومحمد شوقي، رجح كفة فريقهم في وسط الملعب، على رغم غياب الخطورة الحقيقية على مناطق الاتحاد الدفاعية، ويحسب لمدرب ولاعبي الاتحاد في هذا الشوط الهدوء وعدم المبالغة في الهجوم على حساب الدفاع، ما أجبر المهاجم كالون على البقاء وحيداً إلا أنه في بعض الهجمات تسبب في إدخال القلق في نفوس مدافعي العمق الأهلاوي. وتفوق لاعبو الاتحاد كثيراً في عزل مهاجمي الأهلي عماد متعب وأبوتريكة عن وسط الفريق، ما أجبر مدافعي الفريق على لعب الكرات الطويلة، التي يجد مدافعو الاتحاد رضا تكر والمنتشري ارتياحا كبيراً في التعامل معها، لفارق الإمكانات الجسمانية لمصلحتهما. وتعتبر الدقائق العشر الأخيرة من هذا الشوط بالفعل دقائق الخطورة لكلا الفريقين، عقب الفرصة الخطرة 36 التي وفق في التصدي لها مبروك زايد، من تسديدة المهاجم عماد متعب الخطرة، التي كادت أن تكلف الأهلي كثيراً في نهاية هذا الشوط، بضياع هدفين متتالين من مهاجم الاتحاد الوحيد كالون 41و45. يوردانيسكو دخل الشوط الثاني بتعليمات مغايرة للاعبيه، عقب قراءته الواقعية لمجريات الشوط الأول، ووضوح معالم فريق الأهلي لديه خصوصاً الإيعاز للاعب الوسط"النشط"تشيكو بالتمركز في الجهة اليسرى لفريق الأهلي، الجهة المفضلة للاعب، ولاستغلال التواضع عند ظهيري الجنب غيلبرتو وبديله احمد أبو مسلم، وإعطاء محمد نور حرية التحرك في جميع أرجاء ملعب الفريق الأهلاوي، ما أسفر عن السيطرة الباكرة على منطقة الوسط للاتحاديين، وبالتالي السماح للظهيرين أحمد الدوخي وعدنان فلاته بالتحرر والمساهمة في إرسال الكرات العرضية الخطرة.وجاء تدخل يوردانيسكو جيداً 64 في الزج بلاعب الوسط الأيمن إبراهيم السويد، بديلاً للمهاجم الوهمي محمد أمين المرهق، ما مكن تشيكو ونور من التفرغ للمهام الهجومية، ومساندة كالون، ليصبح مثلث هجومي خطيراً أمام مرمى عصام الحضري، وبالفعل نجحت هذه الطريقة في أن يسيطر الاتحاد بقوة على هذا الشوط، ويتمكن محمد نور من تسجيل عرضية الدوخي الرائعة 79 كترجمة لهذه السيطرة، ويحقق"للعميد"أغلى الأهداف. ولم تفلح محاولات لاعبي الأهلي ومن خلفهم المدرب البرتغالي مانويل جوزيه في تعديل النتيجة، أو في تصحيح وضعية الفريق المتردية، ليحقق نجوم الاتحاد فوزهم المستحق، ويكسبو أولى جولات التحدي نحو كأس البطولة.