في الثانية بعد ظهر امس، وفي وقت اقفل معظم البورصات الدولية ابوابه، انطلقت التداولات على بورصة دبي العالمية، وللمرة الاولى، لتسد الفجوة المالية والزمنية في حركة الاموال بين غرب اوروبا وشرق آسيا. وفي ظل اجواء من الفرح والتصفيق الحار، وخصوصاً من جانب المسؤولين في الدولة والقائمين على مركز دبيالمالي العالمي، انطلق مؤشر البورصة في العاشرة صباحاً بتوقيت غرينتش، بمجموعة من المنتجات المالية في اطار مؤشرات عالمية رئيسة مثل"ستاندرد اند بورز"الاميركي ومؤشر"نيكي 225" الياباني ومؤشر"ستوكس 50" ومؤشر"يورو ستكس"، اضافة الى مؤشر"داكس"الالماني. وكشف المسؤولون عن البورصة، التي تعتبر اكبر مشروع مالي تشهده منطقة الشرق الاوسط، ان الشركة الاولى التي ستدرج اسهمها في البورصة الاماراتية، هي شركة"انفستكوم"اللبنانية التي ستطرح اسهمها للاكتتاب العام في لندن الاسبوع المقبل. واشاروا الى ان الشركة ستطرح 25 في المئة من اسهمها في بورصة دبي العالمية بقيمة 750 مليون دولار. كما بدأت البورصة تداولاتها بأربعة وسطاء، يمثلون مصارف"اتش اس بي سي"و"دويتشه بنك"وٍ"سويس بنك"و"يو بي اس"، وستلحق بهم قريباً مؤسسة"شعاع كابيتال". ويهدف القائمون على المشروع الى استقطاب الاموال من الشرق والغرب، وإيجاد فرص للشركات في منطقة الشرق الاوسط كي تنطلق الى العالمية، فضلاً عن استقطاب المؤسسات المالية الدولية التي تندرج في اطار اكبر خمسين شركة في العالم. وكشف مسؤولون في البورصة ل"الحياة"عن زيادة عدد المؤشرات"تدريجاً"حتى نهاية العام. وتوقعوا ان تدرج شركة كل شهر، ليتجاوز عدد الشركات في نهاية السنة المقبلة 15 شركة، مشيرين الى ان الشركة الثانية التي قد تدرج بعد شركة"انفستكوم"، هي شركة"داماس"المتخصصة في تجارة الذهب والالماس. وأُطلقت البورصة العالمية الجديدة في احتفال رسمي في مقرها في مركز دبيالمالي العالمي، في حضور عدد كبير من المسؤولين عن القطاع المالي في الدولة وخارجها، بينهم من نقل اعمال شركته الى مركز دبيالمالي العالمي، الذي يحتضن البورصة، وآخرون من الذين يتفاوضون للانضمام اليها. وتهدف حكومة دبي الى تحويل البورصة العالمية الى واحدة من أبرز البورصات العالمية لتداول الأوراق المالية والسندات والمنتجات الإسلامية والصناديق الاستثمارية والمشتقات المالية. ويأملون في ان تتحول الى بوابة لاستقطاب الاستثمارات الإقليمية والدولية وعدد كبير من شركات الوساطة العالمية، وأضخم مصارف الاستثمار في العالم. وتعمل البورصة في اطار مركز مالي متكامل يعتمد القوانين الدولية، وحي مالي يجمع المصارف ومؤسسات الاستثمار والتأمين في بقعة جغرافية واحدة على شكل حي وول ستريت في نيويورك، تتوافر فيه الشفافية اضافة الى الملكية الكاملة. ولدعم المركز، أقر حاكم امارة دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم القوانين الجديدة المتعلقة بعمل المركز، وكان آخرها قانون الملكية الشخصية الذي يفصل بين الملكية العائدة إلى أصحاب الحسابات في بورصة دبي العالمية، وتلك العائدة إلى البورصة نفسها، اضافة الى قانون الافلاس واستخدام الأدوات الاستثمارية الإلكترونية. وتشتمل نشاطات المؤسسات العاملة في المركز، على إدارة الأصول والتمويل الإسلامي وإعادة التأمين وتمويل المشاريع وإدارة الثروات الخاصة والخدمات المصرفية بالجملة، والخدمات الاستثمارية والاستشارية، والوساطة المالية والمساهمة المالية في المشاريع الجديدة وتأمين الأصول والاتجار بالسلع الأساسية. واعتبر المدير العام لسلطة مركز دبيالمالي العالمي عمر بن سليمان خلال الافتتاح، ان اطلاق البورصة يشكل"نقلة نوعية في تاريخ المنطقة التي ستغطيها خدماتها، إذ ستضطلع بدور حيوي في نمو اقتصاد المنطقة وازدهارها، كما ستعزز الروابط بين دول المنطقة نفسها والعلاقات التي تربط هذه الدول مع بقية دول العالم". فيما اعلن رئيس مجلس إدارة البورصة لينتون جونز ان الهدف منها هو"استقطاب الاستثمارات من أنحاء العالم بأحجام غير مسبوقة في هذه المنطقة، مما سيتيح للشركات الإقليمية الحصول على رأس المال الذي تحتاج اليه لتحقيق النمو وتطوير أعمالها". ورأى ان بورصة دبي العالمية"تكتسب خصوصيتها وتميزها في المنطقة كونها تخضع تنظيمياً لسلطة دبي للخدمات المالية التي تعمل من خلال قوانين تنسجم مع أفضل المعايير العالمية". وتتوقع بورصة دبي العالمية أن يرتفع عدد أعضائها إلى 40 في نهاية 2006، بينهم الكثير من مصارف الاستثمار الدولية والإقليمية. كما تتوقع أن تجذب مصدرين للأوراق المالية من أنحاء العالم، ليشكلوا قاعدة شديدة التنوع وغير خاضعة لتأثير أي دولة. وقال رئيس العمليات التنفيذي في بورصة دبي العالمية ناصر الشعالي،"ستركز بورصة دبي العالمية في الأشهر الأولى من افتتاحها على بناء الثقة بكفاءتها والمستوى العالي لعملياتها طبقاً للمعايير العالمية. وسيتعرف المصدرون المرتقبون للأوراق المالية والوسطاء والمستثمرون خلال هذه الفترة على طريقة عمل البورصة ومزاياها العديدة، كونها البورصة الاولى في المنطقة التي تستخدم وسطاء محتاطين لتوفير السيولة".