اختار مركز دبيالمالي العالمي الخبير المالي والاقتصادي العربي هنري عزام لرئاسة مجلس ادارة البورصة الدولية خلفاً للبريطاني لينتون جونز. ولا ينكر الرئيس التنفيذي للمركز عمر بن سليمان ان امام عزام"تحديات كثيرة اهمها تطوير اكبر مشروع مالي تشهده منطقة الشرق الاوسط، يهدف الى سد الفجوة الزمنية في حركة الاموال بين غرب اوروبا وشرق آسيا". كما يواجه عزام الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة"أموال إنفست"المتخصصة بأعمال مصارف الاستثمار، وتتخذ من عمان مقراً لها، تعزيز الثقة في بورصة"وليدة"، تحتاج الى بيئة قانونية ومالية"صلبة"تقنع ملايين المستثمرين والمؤسسات في الشرق والغرب بجدواها وشفافيتها. واعلن عزام في اتصال هاتفي مع"الحياة"من مقر اقامته في الاردن، انه وفريق مجلس ادارة البورصة يضع نصب عينيه"استقطاب شركات عربية لادراج اسهمها في البورصة، فضلاً عن استقطاب مصارف استثمار للعمل فيها كمحرك لنشاطاتها ومفعل لها"، على اعتبار انه من دون مصارف استثمار سيكون من الصعب استقطاب الشركات. ويهدف ايضاً الى"استقطاب صكوك عربية وشركات عائلية". وتوقع عزام أن"تجذب البورصة الكثير من الشركات الضخمة المملوكة من عائلات، لأن شروط الانضمام لا تطالب إلا بنسبة 25 في المئة من قيمة الشركة، أي 50 مليون دولار حداً أدنى، وان تكون أصول الشركة معدّة من جانب محاسبين قانونيين معترف بهم من مؤسسة المحاسبة العالمية، في حين أن شروط الإدراج في البورصات المحلية تفرض عادة ألا تقل النسبة عن 51 في المئة". وسيشرف عزام على خطط التوسع والتطوير في البورصة التي انطلقت في ايلول سبتمبر الماضي، بمجموعة من المنتجات المالية في اطار مؤشرات عالمية رئيسة مثل"ستاندرد اند بورز"الاميركي ومؤشر"نيكاي 225"الياباني ومؤشر"ستوكس 50"ومؤشر"يورو ستكس"، اضافة الى مؤشر"داكس"الالماني. وكانت شركة"انفستكوم"اللبنانية الشركة الاولى التي ادرجت اسهمها في البورصة. ويشار الى بدء البورصة في تداولاتها قبل ثلاثة اشهر بأربعة وسطاء، يمثلون مصارف"اتش اس بي سي"و"دويتشه بنك"، وپ"سويس بنك"وپ"يو بي اس". وأمل المسؤولون في البورصة زيادة عدد المؤشرات"تدريجاً"، واضعين نصب اعينهم ادراج شركة واحدة كل شهر، ليتجاوز عدد الشركات في نهاية السنة المقبلة 15 شركة. واعتبر الرئيس التنفيذي للبورصة لپ"الحياة"، ان"احتضان الطاقات العربية جزء من استراتيجية مركز دبيالمالي العالمي"، مشيراً الى ان"هنري عزام هو فعلاً عضو في مجلس ادارة البورصة منذ انطلاقها". وشغل عزام منصب رئيس مجلس إدارة شركة"موبايلكوم"، التابعة لشركة الاتصالات الأردنية، وعضوية مجلس إدارة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، ومنصب نائب رئيس مجلس إدارة"ماجد الفطيم للاستثمارات"في دبي. ويعد واحداً من الكتاب الاقتصاديين المرموقين، وهو من كتّاب الاعمدة في"الحياة"، وله خمسة كتب حول الاقتصادات وأسواق رأس المال في المنطقة العربية. وتهدف حكومة دبي الى تحويل البورصة العالمية الى واحدة من أبرز البورصات العالمية لتداول الأوراق المالية والسندات والمنتجات الإسلامية والصناديق الاستثمارية والمشتقات المالية. وتأمل الامارة ان تحول هذه البورصة الى بوابة لاستقطاب الاستثمارات الإقليمية والدولية وعدد كبير من شركات الوساطة العالمية، وأضخم مصارف الاستثمار في العالم. وتعمل البورصة في اطار مركز مالي متكامل يعتمد القوانين الدولية، وحي مالي يجمع المصارف ومؤسسات الاستثمار والتأمين في بقعة جغرافية واحدة على شكل حي وول ستريت في نيويورك، تتوافر فيه الشفافية اضافة الى الملكية الكاملة. ولدعم المركز، أقر حاكم إمارة دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم القوانين الجديدة المتعلقة بعمل المركز، وكان آخرها قانون الملكية الشخصية الذي يفصل بين الملكية العائدة إلى أصحاب الحسابات في بورصة دبي العالمية، وتلك العائدة إلى البورصة نفسها، اضافة الى قانون الافلاس واستخدام الأدوات الاستثمارية الإلكترونية. وتتوقع بورصة دبي العالمية أن يرتفع عدد الاعضاء فيها إلى 40 في نهاية 2006، بينهم الكثير من مصارف الاستثمار الدولية والإقليمية، فضلاً عن جذب مصدرين للأوراق المالية من أنحاء العالم، ليشكلوا قاعدة متنوعة وغير خاضعة لتأثير أي دولة. وتخطط دبي لاطلاق بورصة متخصصة في تداول العقود الآجلة للنفط. وأوضح مدير البورصة ناصر الشعالي انها"ستقدم منتجات تطرح للمرة الاولى في المنطقة وهي مشتقات الأسهم، في نهاية الربع الأول من السنة المقبلة"، مشيراً إلى أن"الخطط المستقبلية تشمل توسيع السوق، وإنشاء سوق للشركات ذات مستوى عالمي، كما ستنشئ سوقاً بديلة للشركات التي ترغب في طرح كميات صغيرة من الأسهم كتلك الموجودة في لندن.