اجتمعت جماعة المتمردين الرئيسية في دارفور في مؤتمر أمس الجمعة في موقع سري لرأب الصدع في القيادة وضخ حياة في المحادثات المتعثرة لإنهاء الصراع الذي قتل الآلاف في غرب السودان. وتعرقل الانقسامات في"جيش تحرير السودان"وتصاعد العنف في دارفور جهود السلام التي تجري تحت رعاية الاتحاد الافريقي في العاصمة النيجيرية ابوجا والتي اختتمت جولة سادسة في 20 تشرين الأول اكتوبر من دون تحقيق تقدم يذكر. ويأمل مؤتمر جيش تحرير السودان، وهو الأول من نوعه للمتمردين، في التوصل الى موقف مشترك للمحادثات وتوحيد القادة الميدانيين في ظل قيادة منتخبة جديدة خلال ثلاثة ايام من المحادثات المكثفة. وقال قادة ميدانيون انهم دعوا الى المؤتمر لأنهم كانوا يشعرون بالقلق في شأن مواجهات بين الزعماء المختلفين في أبوجا. وقال السيد علي مختار القائد في جيش تحرير السودان:"إننا نقاتل من أجل القضية نفسها". وأضاف:"هذه مجرد خلافات شخصية يجب ان يضعوها خلفهم". والخلافات الشخصية بين الزعيمين الرئيسيين لجيش تحرير السودان الأمين العام السيد ميني اركو ميناوي والرئيس السيد عبدالواحد محمد النور كانت تعني انه نادراً ما قدم الاثنان جبهة موحدة. ويقضي ميناوي مزيداً من الوقت في الميدان وهو تحرّك جلب له مزيداً من التأييد بين القادة العسكريين. ورفض النور حضور المؤتمر لكنه عاد الى دارفور هذا الأسبوع للمرة الأولى في أكثر من عام. ويقول مراقبون انه عاد لأنه يخشى خسارة وضعه على الأرض. وتُفرض سرية على موقع انعقاد اجتماع"جيش تحرير السودان"لتجنّب أي رغبة من جانب الميليشيات العربية التي تعرف باسم الجنجاويد لشن هجوم. وقال كبير منظمي المؤتمر السيد ابراهيم احمد ابراهيم:"أي هجوم على المؤتمر سيعتبر هجوماً على عملية السلام وسنردّ بقسوة". والميليشيات متهمة بارتكاب حملة واسعة النطاق من أعمال الاغتصاب والقتل وحرق القرى غير العربية خلال التمرّد المستمر منذ عامين ونصف عام. وأجبر التمرّد اكثر من مليونين على النزوح من منازلهم وأثار أزمة انسانية كبيرة. ويقول المتمردون ان ميليشيا الجنجاويد تعمل مع الحكومة، وهو اتهام تنفيه الخرطوم. وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في اتهامات بجرائم حرب في دارفور، على رغم ان الحكومة رفضت التعاون مع المحكمة. وتبرّع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي حاول الوساطة بين المتمردين والحكومة السودانية، بمعدات وطعام للمؤتمر. لكن بعض المراقبين قال ان لاعبين دوليين آخرين لم يؤيدوا المؤتمر قائلين انه كان يجب ان يدعو اليه النور وانه سيزيد الانقسامات داخل حركة/جيش تحرير السودان. وقال مصدر قريب من محادثات أبوجا"انهم يتعرضون لضغوط كبيرة حيث هدّد بعض الديبلوماسيين بسحب كل الدعم اذا مضوا قدماً في هذا". وكان كبير مبعوثي الأممالمتحدة في السودان يان برونك شجع في وقت سابق على عقد المؤتمر وتعهد تقديم مساعدة. لكنه منذ ذلك الحين لم يقدم أي مساعدة ولن يحضر المؤتمر. وسيحضر الاجتماع كبار قادة بعثة مراقبة وقف اطلاق النار المؤلفة من 6000 فرد في دارفور. وكان عناصر في حركة العدل والمساواة الممثلة في أبوجا والتي تعاني من انقسامات، خطفوا في وقت سابق من الشهر الجاري وفداً من الاتحاد الافريقي.