اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس ان الانتخابات التشريعية ستجرى في موعدها المحدد، موضحا الاسباب التي دفعته الى تأجيل موعدها في تموز يوليو الماضي. وقال عباس:"أخذنا قراراً بأن موعد الانتخابات في الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير المقبل، واليوم استقبلت أعضاء لجنة الانتخابات المركزية واكدت لهم ان الانتخابات في موعدها ولن يتم تأجيلها وانا ملتزم بهذا ما لم يأخذنا الله ولن تتأخر ساعة". وأوضح:"انني التزمت مع الفصائل بذلك وبناء عليه تم اقرار الموعد الجديد لها". لكن عباس شدد على ان هناك"معيقات اسرائيلية"يضعها الاسرائيليون في طريق الانتخابات و"بخاصة اغلاق المعابر ونرجو ان تزول واذا بقيت ستعطل الانتخابات لكن اياً كانت المعيقات ستجرى الانتخابات في موعدها". واضاف:"ان الذي يعطل ويعيق عملنا ظروف مثل هذه الظروف"، في اشارة الى الاعتقالات التي نفذها الجيش الاسرائيلي امس في الضفة الغربية حيث اعتقل اكثر من مئتي فلسطيني معظمهم من نشطاء حركة"حماس". ودافع الرئيس الفلسطيني عن الاسباب التي دفعته الى تأجيل الانتخابات اول مرة بقوله"ان لجنة الانتخابات اعلمتني ان ليس لديها وقت لتنظيمها في موعدها المحدد في 17 تموز الماضي وان المجلس التشريعي لم يكن قد انجز التعديلات الدستورية التي طالب فيها اتفاق الفصائل في القاهرة". واتفقت الفصائل الفلسطينية في محادثات القاهرة في الثامن من شهر آذار مارس الماضي على تنظيم الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة على اساس القانون النسبي وقانون الدائرة الانتخابية مناصفة، على ان يكون عدد أعضاء المجلس المقبل 132 عضوا. وقال الرئيس الفلسطيني في ندوة اعلامية عقدها في رام الله انه ما زال مستعدا للقاء رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون في الثاني من تشرين الاول اكتوبر اذا تم التحضير لذلك واعتبر من جهة اخرى ان"لا مبرر"للغارات الاسرائيلية على غزة وحملة الاعتقالات في الضفة الغربية. وكان شارون قد أعلن في نيويورك في 18 ايلول سبتمبر انه قد يلتقي عباس في الثاني من تشرين الاول في اول لقاء بينهما بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة الذي انتهى في 12 ايلول. وانتقد عباس الغارات الاسرائيلية على غزة وحملة الاعتقالات الواسعة في الضفة واعتبر ان"لا مبرر لها". وقال عباس في حديث للصحافيين في رام الله:"مع الاسف هذه الاعمال لا مبرر لها وعلى اسرائيل ان تتوقف عنها لاننا مقبلون على انهاء المظاهر المسلحة وسبق ان اتفقنا على انهائها"في اشارة الى اتفاقه مع الفصائل الفلسطينية حول التهدئة مع اسرائيل. واضاف ان"اسرائيل لم تعطنا الفرصة لمتابعة هذه القضية المهمة والضرورية لنا ولهم وللجميع". ومن جهة اخرى، اعلن عباس ان السلطة الفلسطينية ترفض خيار الدولة الفلسطينية ذات الحدود الموقتة التي نصت عليها"خريطة الطريق". وقال عباس الذي كان يتحدث في احد فنادق رام الله ان"الدولة ذات الحدود الموقتة نحن نرفضها لأنها بصراحة مطب خطير جدا لن ينهي القضية وسيبقى الصراع قائما". واكد ان الاستقلال لا يتم"الا باستقلال طرفي الوطن"اي الضفة والقطاع. ووصف عباس اعلان اسرائيل بان الحدود مع غزة اصبحت دولية بانه"موقف خطير نريد ان ندرس ما يعنيه"خشية"ان تكون أمامنا مطبات لا ندري اين ستوصلنا". وأكد عباس ان السلطة الفلسطينية"لن تفتح معبر رفح"الذي يربط بين قطاع غزة ومصر، الا باتفاق مع الاسرائيليين"لأن غزة ليست مستقلة". وقال عباس"لن يفتح المعبر رفح الا باتفاق، وليس لدينا مانع لكل اتفاق مع الاسرائيليين لان غزة ليست مستقلة". وأكد"نريد ان يكون الاتفاق مع الاسرائيليين حتى لا نقع في شبهات في المستقبل". وعلى الصعيد الداخلي، قال عباس انه تم تحويل عشرات ملفات الفساد للقضاء للنظر فيها وشدد على ضرورة ان ينال الفاسدون عقابهم. وقال عباس:"تم تحويل اكثر من 40 ملف فساد الى النائب العام لدراستها وكل من يثبت ادانته سيأخذ عقابه"واضاف"لقد فتحنا ملفات كثيرة وتم انجاز عدد منها واغلاق عدد اخر منها بعد استكمالها وهناك ملفات اخرى تجرى متابعتها". وتابع رئيس السلطة الفلسطينية:"أنا لا أنكر ولا استطيع القول اننا انهينا الفساد لكن نؤكد اننا قطعنا شوطاً كبيراً في الاصلاح ومحاربة الفساد بمختلف أشكاله على نحو يصل الى 50 في المئة". واعلن عباس انه قام بتعيين"رئيس جديد لسلطة النقد ونائب عام جديد وأقررت قانون الخدمة المدنية والعسكرية والتقاعد واليوم وقعت قانون السلك الديبلوماسي الذي سينظم العمل الديبلوماسي الفلسطيني". واضاف:"التعديات على الاملاك العامة والاراضي الحكومية اوقفناها بعد ان وجدنا مئات التعديات على الاراضي وبخاصة من المتنفذين"مؤكدا:"دمرنا جزءاً من المباني التي اقيمت على اراض حكومية ولا يزال هناك 60 تعديا لم تنجز لكن سنزيلها بالكامل". القدسالمحتلة - رويترز - لكن مسؤولاً اسرائيلياً قال ان اسرائيل ألغت اجتماعاً للتحضير للقمة بين شارون وعباس بسبب اطلاق صواريخ من غزة. وكان الهدف من القمة الحفاظ على المناخ المؤدي للعودة الى عملية السلام بعد انسحاب اسرائيل. وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع التحضيري هذا الاسبوع ولكن المسؤول الاسرائيلي قال انه الغي بسبب"الاحداث التي وقعت في نهاية الاسبوع وتدهور الاوضاع واطلاق صواريخ القسام".