سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطة اسرائيلية تشمل عملية برية واسعة وضرب قواعد "حماس" و "الجهاد" وتنفيذ اغتيالات واعتقالات . شارون يأذن لجيشه باستخدام كل الوسائل من دون قيود . لوضع حد لقصف بلدات اسرائيلية من قطاع غزة ب "القسام"
أطلقت اسرائيل على عدوانها المتواصل على قطاع غزة اسم"المطر الأول"وتوعد أركانها الغزيين بحرب تستعمل فيها"كل الوسائل"وبمطر من النيران وقصف بالمدفعية الثقيلة، وسط دعوات من وزراء لاشعال النار في القطاع فوق رؤوس أهله"حتى يتوسلوا الينا لإطفائها"، فيما طبلت الصحف العبرية لحرب شاملة قادمة"عنيفة وغير مسبوقة في حدتها"على غزة"بعد ان تغيرت قواعد اللعبة"، مشيرة الى حقيقة انه للمرة الأولى منذ احتلال الأراضي الفلسطينية في العام 1967 تنشر اسرائيل بطاريات مدفعية موجهة الى غزة. شرع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لجيشه"كل الوسائل ومن دون أي قيود"لوضع حد لقصف الفلسطينيين في قطاع غزة بلدات اسرائيلية متاخمة بقذائف"القسام"معلناً ان الحرب على الفصائل المسلحة متواصلة، فيما عززت تصريحات وزراء وعسكريين كبار احتمال قصف غزة بالمدافع الثقيلة. وقال شارون في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية أمس، قبل ساعات قليلة من التئام مركز حزبه"ليكود"للبت في اجراء أولي لإطاحته، على خلفية الانسحاب من غزة، ان اسرائيل تستعد لعمليات عسكرية متواصلة في القطاع، مضيفاً انه أصدر تعليماته للقيادة العسكرية"بشكل لا يقبل التأويل"برفع كل القيود في كل ما يتعلق باستخدام كل الوسائل المتاحة"لضرب الارهابيين وعتادهم ومخابئهم بهدف وقف الصواريخ"باتجاه بلدات اسرائيلية مع مراعاة عدم المساس بالمدنيين. وتابع ان"اسرائيل لن تكتفي بهجوم لمرة واحدة: انما ننوي القيام بعمليات متواصلة تبغي ضرب الارهابيين وعدم التخفيف عنهم". وأعرب شارون عن ثقته بقدرات الجيش على وقف القصف الفلسطيني"ووضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة ليس في غزة فحسب، انما ايضاً في الضفة الغربية من دون تحديد موعد لانهاء الهجوم". من جهته، أعلن وزير الدفاع شاؤول موفاز ان الجيش تلقى تعليمات بإقامة منطقة عازلة شمال قطاع غزة للحيلولة دون تعرض بلدات اسرائيلية الى القذائف الصاروخية. وقال في جلسة الحكومة ان اسرائيل نقلت الى السلطة الفلسطينية، عبر واشنطن والقاهرة، رسالة واضحة تحذرها من مغبة مواصلة سقوط صواريخ جنوب اسرائيل. وأبدى غالبية وزراء الحكومة، ومن ضمنهم وزراء حزب العمل"اليساري"حماسة كبيرة لفكرة قيام اسرائيل بقصف غزة بالمدفعية الثقيلة. وقال من يعتبر حمائمياً، وزير البناء اسحق هرتسوغ:"أؤيد بكل قوة قصف غزة. إذا كانت السلطة عاجزة عن بسط نفوذها فسنفغل ذلك نحن والعالم اليوم يؤيد سياستنا". وربطت وسائل الاعلام العبرية أمس بين التصعيد العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة والتئام مركز حزب ليكود الحاكم للبت في تبكير الانتخابات على زعامته وصدرت الصحف بعناوين صاخبة أنذرت بحرب على الفلسطينيين. وكتبت"يديعوت احرونوت"على كامل صفحتها الأولى عنواناً كبيراً:"موفاز: غزة ستهتز"و"رئيس الحكومة صادق للجيش على قصف القطاع بالمدفعية وتحذيرات من وقوع عمليات انتحارية داخل اسرائيل". وجاء في عنوان"معاريف"الرئيسي:"غزة تشتعل: الجيش الاسرائيلي يستعد للتوغل في غزة". وكتب المعلق العسكري في صحيفة"يديعوت احرونوت"اليكس فيشمان ان عودة الجيش الاسرائيلي الى قطاع غزة باتت مسألة وقت وكتب انه باستثناء إعادة احتلال قطاع غزة، فإن الجيش الاسرائيلي أحكم في اليومين الأخيرين حصار القطاع وعاد لتنفيذ سياسة اغتيال الكوادر الفلسطينية وأنهى استعداده لعملية برية واسعة النطاق تنفيذاً للقرارات التي اتخذها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية أول من أمس وفي مركزها مواصلة ضرب قواعد حيوية لحركتي"الجهاد الاسلامي"و"حماس"وقصف أهدافهما في القطاع واستئناف الاغتيال وتنفيذ حملات اعتقال واسعة في الضفة الغربية ودهم مؤسسات مدنية والتصديق على قصف مواقع اطلاق قذائف"القسام"والإعداد لعملية برية واسعة واغلاق تام للقطاع والضفة الغربية بهدف الضغط على السكان الفلسطينيين وتأليبهم على السلطة لتفعل شيئاً ما ضد الحركتين الاسلاميتين. وأضاف المعلق ان اسرائيل وضعت لنفسها سلماً عالياً جداً فيه الكثير من العجرفة مغزاة خلق واقع جديد في مواجهة"حماس"والسلطة الفلسطينية من خلال بناء ردع وتثبيت قواعد جديدة للعبة وهو ما أكده القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود اولمرت في حديث إذاعي أمس حين قال ان رد اسرائيل على قذائف"القسام"يبغي ردع"المنظمات الارهابية"ومنع مواصلة سقوط"القسام"، مضيفاً ان اسرائيل"لا تقصد الانتقام من المدنيين الفلسطينيين وإثارة ضجة لمجرد اثارتها". وقال رئيس قسم العمليات في الجيش الاسرائيلي الميجر جنرال يسرائيل زيف ان الجيش سيكثف في الأيام المقبلة عملياته في قطاع غزة بغية الضغط على الجمهور، وأضاف انه يتحتم على الرئيس الفلسطيني"ان يشمر عن ساعديه ويعمل من داخل غزة لا ان يبقى في رام الله". وأضاف انه لا يستبعد شن الجيش الاسرائيلي عملية برية"إذا اقتضتها الضرورة"عقب سلوك حماس الذي يلحق بهم ضرراً بالغاً، وسنحذرهم من ان الجيش لن يتردد في قصف تلك المواقع". وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل ستتجنب"الآن"القيام بعملية برية واسعة في القطاع لكن قوات الجيش خولت الرد على مناطق اطلاق قذائف"القسام"وضد كل من يوجد في هذه المناطق وان الرد سيكون بالمدفعية الثقيلة"اي ليس فقط من مروحيات عسكرية انما ايضاً من مدافع وطائرات". ودعا الوزير يسرائيل كاتس الى"رد عنيف وتنفيذ الوعيد برد غير مسبوق بحجمه ونوعه"، واضاف انه كان ينبغي بعد تعرض بلدة"سديروت"الى القذائف الفلسطينية اشعال غزة لتتصاعد منها اعمدة الدخان الكثيف الى ان يتوسلوا لوقف النار أو حتى تقوم السلطة الفلسطينية بتجريد المنظمات من أسلحتها أو ان ينتفض المدنيون الفلسطينيون ضد"الارهابيين". الى ذلك، أعلنت الشرطة الاسرائيلية حال تأهب قصوى في انحاء اسرائيل تحسباً من هجمات انتحارية على رغم أمر باغلاق تام للمناطق الفلسطينية المحتلة العام 1967. وانتشرت قواتها بكثافة في مداخل المدن الكبيرة والمجمعات التجارية الكبرى ومحطات حافلات الركاب. وفي بلدة"سديروت"تعطلت الدراسة تحسباً لقصف صاروخي جديد. وقال موفاز انه أصدر تعليماته لقيادة الجيش بتطبيق سياسة ردع"تحدد تسعيرة المساس بمواطنين اسرائيليين". من جهته، قال وزير الخارجية سلفان شالوم، عقب لقائه السفير الاميركي الجديد لدى تل أبيب، ريتشارد جونز ان اسرائيل لن تتسامح تجاه اطلاق الصواريخ ودعا السلطة الى العمل الجدي لتجريد الفصائل الفلسطينية من اسلحتها"قبل ان تتدهور المنطقة برمتها الى حافة الهاوية". وزاد مهدداً ان"اسرائيل لن تقبل بوضع يخشى فيه التلاميذ في سديروت من الذهاب الى مقاعد الدراسة فيما يعيش الفلسطينيون في غزة حياة عادية".