كما بالنسبة الى"الواقعية الجديدة"الايطالية، و"الموجة الجديدة"الفرنسية و"السينما الحرة"في بريطانيا، ولد تيار"سينما نوفو"السينما الجديدة في البرازيل خلال سنوات الستين من القرن العشرين، من رحم الثورة المزدوجة التي عمت العالم في ذلك الحين: ثورة الأجيال من ناحية، وثورة حركات التحرر الوطني من ناحية أخرى. ومثل التيارات السابقة لم تعش"سينما نوفو"طويلاً، عاشت عقداً من الزمان لا أكثر، ثم تفرق أهلها شيعاً ومذاهب، بل ان قطبها ومنظرها الأكبر غلاوبر روشا اتهم بمهادنة نظام الديكتاتوريات العسكرية منذ أواسط العقد التالي، وبعد ان عاش منفياً في فرنسا، حيث كرم كواحد من أبرز وجوه السينما الجديدة في العالم. ولكن، مع هذا، يبقى سؤال: هل ماتت هذه السينما حقاً؟ ربما... اذا كان يمكننا ان نقول ان المسرح والشعر والفن التشكيلي قد ماتت مع حلول السينما والتلفزة... ولا... بالتأكيد، إن نحن أدركنا ان الفنون والتيارات لا تموت، بل تنصهر في ذهنيات عامة، وفي حركات لاحقة. حدث هذا للتيارات التي سبق ان اطللنا عليها في حلقات سابقة من هذه السلسلة، وحدث أيضاً لپ"سينما نوفو": وسنرى انه حدث كذلك بالنسبة الى ما تبقى من تيارات نطل عليها في حلقات لاحقة.