في مطلع العام 2004، تاريخ انطلاق حملة الرئيس بوش لولاية ثانية، بعث لورانس ويلكرسون أول رسالة له طالب فيها بالاستقالة من منصبه ككبير مساعدي وزير الخارجية آنذاك كولن باول، فحواها:"عزيزي الرئيس، أجد نفسي أختلف مع كثير من سياساتكم الخارجية وحتى الداخلية، لذلك أتقدم إليكم باستقالتي". إلا أن الرسالة بقيت في أحد الأدراج حتى نهاية ولاية بوش الأولى. وبعد عامين على ذلك، تحوّل ويلكرسون 60 سنة، وهو كولونيل سابق في الجيش من مسؤول مطّلع إلى مرتدّ. وكان وحده من بين المحيطين بباول في الولاية الأولى من جاهر بانتقاداته، واصفاً الرئيس بأنه هاوٍ لا سيما إذا ما قورن ببوش الأب، واعتبر الإدارة متكتمة وغير كفية وتجلب الكوارث في الداخل والخارج. ولم يوفّر رئيسه السابق في انتقادته، إذ وصف باول بأنه كان منهمكاً ب"التخفيف من حجم الأضرار"الناجمة عن سياسات الآخرين. وتحدث ويلكرسون إلى"نيويورك تايمز"، واعتبر قراره"الحديث بانفتاح"عن سياسة الولاية الأولى لبوش تأخر بعض الشيء، معللاً ذلك ب"الكشف عن قضية أبو غريب"حيث اتهم الجيش بتعذيب سجناء عراقيين، والذي اعتبره ناجماً عن قرارات اتخذت بعيد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وقال:"ما رأيته كان مؤامرة بين نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد حول مواضيع حاسمة أدت إلى قرارات لم تعرف بها الإدارة"، مضيفاً:"لدينا رئيس غير ضالع في العلاقات الدولية". واعتبر أن باول فاز بمعارك سياسية رئيسية عدة منها الحرص على نقل ملف العراق إلى الأممالمتحدة والتصدي لرامسفيلد وتشيني في قضية تحسين العلاقات مع أوروبا وتشجيع المفاوضات مع كوريا الشماليةوالعراق وتجنب مواجهات مع الصين وروسيا.