تعمد الرئيس الأمريكي السابق ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه دونالد رمسفلد التغطية والتعتيم على وجود المئات من الأبرياء في معتقل جونتانامو؛ خشية أن يضر ذلك بالحماسة نحو غزو واحتلال العراق، والحرب على الإرهاب على النطاق الأوسع. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في عددها الجمعة، أنه بحسب وثيقة حصلت عليها فإن الاتهامات وجهها لورنس ويلكرسون أحد أبرز مساعدي وزير الخارجية السابق الأسبق كولين باول، التي جاءت في بيان مكتوب بتوقيعه دعماً لقضية مرفوعة في المحاكم لصالح أحد معتقلي جونتانامو، وهي أول الاتهامات من نوعها توجه لأحد كبار أعضاء الإدارة الأمريكية السابقة. ويعتبر العقيد ويلكرسون، الذي كان كبير موظفي مكتب باول خلال وجود الأخير وزيراً للخارجية، أحد أكثر منتقدي تشيني ورامسفلد وإدارة بوش عموماً. ويقول ويلكرسون إن نائب الرئيس السابق تشيني ووزير الدفاع السابق رامسفلد، كانا يعلمان أن معظم معتقلي الوجبة الأولى في جونتانامو، وعددهم نحو 742 معتقلا، في عام 2002 كانوا أبرياء، لكنهما اعتقدا أنه "من المستحيل سياسياً الإفراج عنهم". وأضاف ويلكرسون أن تشيني ورامسفلد رفضا الإفراج عن السجناء، "حتى لا تنكشف الفوضى غير العادية التي صاحبت اعتقال المئات وهو أمر غير مقبول ويضر قيادتهم بشدة". وقالت الصحيفة إن متحدثاًً باسم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني قد أنكر كل ما جاء في بيان ويلكرسون، بينما دعم كولن باول كل ما جاء في البيان. جدير بالذكر أن باول غادر الصفوف القيادية الأولى من الإدارة الأمريكية في عام 2005، بسبب غضبه من التضليل الذي اضطر إلى ممارسته عندما خرج إلى العالم مدافعاً عن أسباب غزو واحتلال العراق.