قللت الخرطوم أمس من اعلان انجامينا انها في حال حرب ضد السودان ومناشدتها مواطنيها"حشد الصفوف في مواجهة العدوان السوداني"، في وقت أجرى فيه مبعوث وساطة من الاتحاد الافريقي محادثات مع المسؤولين السودانيين لاحتواء التوتر القائم بين البلدين. ونقل مبعوث مفوضية الاتحاد الافريقي السفير بابا كنجبي أمس الى المسؤولين في الخرطوم نتائج لقاءاته مع قادة الحكم في تشاد ولائحة اتهاماتهم ضد السودان بإيواء ودعم المتمردين التشاديين الذين قادوا عمليات في شرق البلاد وتهديدهم باجتياح العاصمة واسقاط نظام حكم الرئيس إدريس ديبي. وقال السفير بابا كنجبي للصحافيين عقب لقائه وزير الدولة للخارجية السوداني السماني الوسيلة انه سيرفع نتائج لقاءاته مع المسؤولين الى رئاسة مفوضية الاتحاد الافريقي لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تسوية الخلافات بين السودان وتشاد، معرباً عن أسفه لتجاوز نجامينا الاتحاد الافريقي وتقديم شكوى الى مجلس الأمن، مشيراً الى ان أي اضطرابات في المنطقة سيتضرر منها الاقليم بأكمله. أما الوسيلة فقلل، من جانبه، من اعلان تشاد انها في حال حرب مع السودان، مؤكداً ان حكومته ليس لها صلة بما يجري في الاراضي التشادية، موضحاً ان السلطات السودانية تعاملت بحزم مع المنشقين من الجيش التشادي وجردتهم من اسلحتهم وتعاملت معهم كلاجئين ومن رفض منهم تسليم سلاحه"رُدّ على اعقابه". واستبعد اندلاع حرب حدود بين السودان وتشاد واعتبر العمليات الجارية في شرق تشاد قضية داخلية لا صلة للسودان بها. وقال ان حكومته مندهشة من التصعيد التشادي بتقديم شكوى الى مجلس الأمن واعتبار نفسها في حال حرب مع بلاده، ولمح الى دور خارجي في الأزمة، ورأى ان تشاد ليست بعيدة عن ما يجري في دارفور. وكانت الحكومة التشادية اعلنت في بيان الجمعة ان هناك"حال حرب"بينها وبين السودان بعد هجمات على بلدة أدري الحدودية شنها متمردون تقول انجامينا ان الحكومة السودانية سلحتهم. وفي البيان الذي وصف الرئيس عمر البشير بأنه"عدو لتشاد"، كررت الحكومة التشادية انها"اليوم في حال حرب مع السودان". واستدعت السفير السوداني هناك وسلمته ما اسمته"لائحة بالاعتداءات السودانية"ضد تشاد ودعت الى تعبئة الشعب التشادي ضد الحكومة السودانية. الى ذلك، أكد وفد الحكومة السودانية الى مفاوضات أبوجا مع متمردي دارفور حسم 50 في المئة من بنود اقتسام الثروة واحراز تقدم نسبي في اقتسام السلطة، وقرر الوسطاء تعليق المحادثات اعتباراً من أمس لمناسبة أعياد الميلاد على ان تُستأنف الثلثاء. وعُلم ان الحكومة رفضت اقتراح المتمردين تخصيص نسبة 6.5 في المئة من الدخل القومي لتنمية دارفور. وقال عضو الوفد الحكومي الى المفاوضات نجيب الخير إن لجنة اقتسام السلطة أحرزت تقدماً نسبياً في وضع الأسس الضرورية للاتفاق على قضايا السلطة الأربع المطروحة للنقاش وتشمل الوضع الاداري لولايات دارفور الحالية خلال الفترة الانتقالية، مشاركة أهل دارفور في رئاسة الجمهورية، المشاركة في ادارة العاصمة القومية، معالجة قضايا حدود دارفور. وأوضح ان معالجة وفد الحكومة لهذه القضايا يقوم على التزام قرارات اتفاق السلام مع الجنوب ونصوص الدستور الانتقالي ومفهوم علاقات السلطة بين المركز وولايات السودان كافة، وشدد على ضرورة ان يكون اتفاق السلام"هادياً لحل النزاعات في كل أرجاء البلاد وضامناً للوحدة". وأضاف ان الخلاف بين رؤية الحكومة والمتمردين يتركز على ان الحكومة تسعى الى معالجة الأزمة سياسياً فيما يريد المتمردون معالجتها جهوياً وإثنياً. وتابع إن الخلاف الثاني يتمثل في قناعة المتمردين بأنهم وحدهم يمكن ان يقرروا في شأن الوضع الاداري والنهائي لولايات دارفور بضمها في اقليم واحد. كما رفض المتمردون اقتراح الحكومة حول رئاسة الجمهورية والتي منحت فيه أهل دارفور مستشاراً خاصاً للرئيس يعاونه في تطبيق اتفاق السلام في دارفور. وقال الناطق باسم"حركة العدل والمساواة"أحمد حسين ان اقتراح الحكومة يُعد تراجعاً منها عن العملية السلمية، مشيراً الى ان المستشار ليس له صلاحيات واضحة تليق بوضع أهل دارفور وهو ليس من ضمن منظومة مؤسسة الرئاسة. وتابع:"طالبنا الحكومة بسحب تلك الورقة إن ارادت تحقيق السلام". وفي القاهرة، دعا وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط تشاد والسودان الى ضبط النفس ومعالجة الوضع على الحدود بحكمة وترو وعدم تصعيد الوضع. واعرب عن قلق بلاده ازاء التوتر المتصاعد بين البلدين.