أعربت الحكومة السودانية، أمس، عن دهشتها ازاء قيادة تشاد حملة ديبلوماسية لمنع عقد قمة الاتحاد الافريقي الشهر المقبل فى الخرطوم، وتقديم شكوى ضدها الى مجلس الأمن بعدما اتهمتها بدعم متمردين ومنشقين عن الجيش التشادي نفذوا عمليات عسكرية في شرق البلاد قرب الحدود السودانية. وقالت تشاد انه يجب الا يستضيف السودان قمة الاتحاد الافريقي الشهر المقبل بعد هجمات متمردين عن جيشها على بلدة حدودية تشادية. واتهم وزير الخارجية التشادي احمد علامي في رسالة الى السفراء الأجانب الرئيس السوداني عمر البشير بتهديد الاستقرار في المنطقة، وتساءل عما اذا كان يجب ان يستضيف قمة الاتحاد الافريقي المقررة يومي 23 و24 كانون الثاني يناير. وقال علامي في الرسالة التي نشرت في الموقع الرسمي للحكومة التشادية على شبكة الانترنت:"نعتقد انه من غير المناسب ان تستضيف الخرطوم هذه القمة لأن حكومة السودان تزعزع الاستقرار في تشاد". وجاء احدث انتقاد من نجامينا ضد الخرطوم بعد تصريحات من تشاد بأن قواتها صدت هجمات ضد بلدة ادري الحدودية الشرقية الاحد شنها متمردون تشاديون وهاربون من الجيش. لكن الخرطوم اعربت عن أسفها للتصعيد التشادي، وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير جمال محمد إبراهيم امس إن السودان إذ ينفي قيامه بأي فعل يمكن ان يهدد أو يزعزع أمن تشاد، فإنه يدعو الى مزيد من التعقل لإيمانه بأن التصعيد ليس في مصلحة البلدين. وأضاف إن السودان يجدد من جديد استعداده للتفاوض عبر القنوات المتاحة للقيادتين والحكومتين، مشيراً الى أن التراشق بالبيانات والبيانات المضادة عبر أجهزة الإعلام لا يكون مفيداً. واشار الى ان الخرطوم حريصة كل الحرص على علاقاتها مع انجامينا"علاقات جوار لا يكون فيها إضرار بمصالح البلدين". الى ذلك، قرر وسطاء الاتحاد الافريقي استمرار مفاوضات أبوجا بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور إلى ما بعد اعياد الأضحى والميلاد، ويتوقع التوصل إلى بروتوكول فى شأن اقتسام الثروة بنهاية الشهر الجاري. وقال الناطق باسم الاتحاد الافريقي نور الدين المازني ان الاتحاد الافريقي قرر الاستمرار في العملية التفاوضية إلى ما بعد اعياد الميلاد والأضحى بهدف التوصل إلى تحقيق السلام. وقال:"ليس هناك تعليق للمفاوضات، لكننا سنمنح المسلمين والمسيحيين بالوفود أربعة أيام للاحتفال بعيد الأضحى وأعياد الميلاد". وطرح الوفد الحكومي أربعة خيارات في ملف اقتسام السلطة تتعلق بوضع دارفور، شملت استفتاء أهل دارفور حول الاقليم، وانشاء مجلس تنسيقي للولايات الثلاث، او إلغاء الولايات الثلاث ودمجها في ولاية واحدة أو أي رأي يتخذه أهل دارفور حول الاقليم. وقال الناطق باسم الوفد الحكومي الدكتور عمر آدم رحمة إن تنفيذ أي من الخيارات حال اعتماده سيكون خلال الفترة الإنتقالية، بحيث تتفق الأطراف على تحديد الوقت المناسب. في غضون ذلك دان الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان"في شدة الهجمات الآثمة"التي وقعت قبل يومين على قرية ابو سروج في ولاية غرب دارفور والتي نجم عنها مقتل نحو 20 شخصاً بينهم نساء واطفال. وهاجم عشرات المسلحين قرية ابو سروج في دارفور واحرقوا عشرات المنازل ونهبوا المواشي بعد ان قاموا بمذبحة مروعة بين السكان الآمنين. وذكرت الناطقة باسم مبعوث الاممالمتحدة راضية عاشوري في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس بعد توزيع تصريحان أنان ان نحو 500 من عناصر المليشيات العربية المسلحة هاجموا ابو سروج على ظهور الخيول والجمال، موضحة ان الاف النازحين من الذين كانوا في تشاد فروا خلال الايام الماضية الى داخل الحدود السودانية هرباً من المعارك الدائرة بين الجيش التشادي والمتمردين هناك. وفي موسكو ا ف ب عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس على مجلس الشيوخ اقتراحاً بارسال 200 جندي روسي الى جنوب السودان في اطار بعثة الاممالمتحدة لحفظ السلام. وافاد المكتب الصحافي في الكرملين في بيان ان بوتين عرض على مجلس الاتحاد اقتراحاً"باستخدام قوات روسية في عملية حفظ السلام في السودان". واضاف الكرملين انه"يمكن ارسال 200 جندي للمشاركة في هذه العملية".