سجلت امس مواقف من اجتماع نيويورك لدعم لبنان اقتصادياً ومالياً، وتفاوتت بين منتقد له وبين محذر من الشروط السياسية المرفقة للدعم. وتركزت بعض الانتقادات على التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. انتقد وزير الإعلام غازي العريضي ما ورد على لسان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عندما قالت:"إن ثمة طرفاً في الحكومة يؤيد العنف"، متمنياً"لو كان ثمة رد واضح في موقع آخر في نيويورك على كلام رايس". وأكد العريضي في تصريح أمس، أن"ليس في مجلس الوزراء من يدعو إلى عنف أو يمارس عنفاً أو يؤيد ممارسات عنفية، وليس في صفوفنا إرهابيون أو من يمارس هذا العمل الإرهابي على مستوى مجلس الوزراء أو على مستوى شرائح المقاومة". وأضاف:"كثيرون ابدوا ارتياحهم إلى انخراط الاخوة في المقاومة في العملية السياسية في المجلس النيابي وفي الحكومة فلا يمكن أن نقبل كلاماً من هذا النوع". وقال:"يدور نقاش في البلاد في زيارات نيويورك وواشنطن والوفود اللبنانية المكثفة التي ذهبت إلى العاصمة الأميركية ومقر الأممالمتحدة، فأنا أود أن أتناول موضوعاً واحداً اعتبره هو الموضوع الأساس. نحن في حاجة إلى مساعدات والى دعم ورعاية وعناية لشؤوننا لكن ما يلائمنا سنقدم عليه وما يتعارض مع ثوابتنا لن نوافق عليه"، وتمنى أن يكون ثمة كلام سياسي واضح يتجاوز العموميات في نيويورك ويتحدث عن ثوابت أساسية راسخة تنعكس ممارسات في الداخل. وشدد العريضي على ضرورة"الرد على كل كلمة تقال في الخارج، سواء في مؤتمر مساعدة لبنان أم غير مساعدة لبنان، وهذا الأمر يستوجب دقة في التعبير ودقة في مقاربة كل المسائل التي تطرح"، مؤكداً"اننا ضد ال1559". ورداً على سؤال عن الربط بين مؤتمر دعم لبنان الذي يعقد آخر العام الحالي بالقرار الرقم 1559 ومدى تطبيقه، رد:"إننا نستطيع أن نتخذ خطوات داخلية ونتفق في ما بيننا كحكومة وندرس كل الخطوات وكل المسائل على طاولة مجلس الوزراء". واعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوغاسابيان"ان مؤتمر الدول المانحة في نيويورك اشارة دعم سياسية واقتصادية ومعنوية قوية للحكومة اللبنانية"، لكنه شدد على"ان هذه الخطوة المعنوية يجب ان تترجم بخطوات حالية واقتصادية عملية في المؤتمر الدولي المزمع عقده في بيروت قبل نهاية العام الحالي". ولاحظ اوغاسابيان في حديث الى"وكالة الأنباء المركزية"ان البعض"يتخوف وتتملكه الهواجس من ان يكون الاهتمام الدولي بلبنان في هذه المرحلة الدقيقة والانتقالية بعد 15 سنة على اتفاق الطائف، مدرجاً في سياق خطة اميركية عامة للمنطقة التي قد تكون الشرق الاوسط الكبير او اعادة هيكلة الانظمة على اسس ديموقراطية، وان تكون كل الامور تصب في مصالح وخدمة السياسة الاميركية". وأكد اوغاسابيان ان الدعم الدولي للبنان مشروط بشرط اساسي وهو تطبيق الاصلاحات، وقال:"من الواضح ان هناك ثقة دولية برئيس الحكومة فؤاد السنيورة لأنه كان الشخصية الاقرب الى الرئيس الشهيد وهو ساهم بفاعلية في وضع الخطط الاقتصادية الاصلاحية والتحديثية. وكان الرئيس السنيورة واضحاً في كلامه امس في نيويورك عندما حدد طبيعة العراقيل والصعوبات التي حالت دون تنفيذ الاصلاحات التي التزم بها لبنان في مؤتمر"باريس -2"، وشرح ايضاً في الوقت نفسه طبيعة التحديات الراهنة ليؤكد ان الحكومة اليوم جاهزة في مؤتمر بيروت لأن تطرح برنامجها الاصلاحي والاقتصادي، استناداً الى البيان الوزاري الذي نالت الثقة على اساسه". وأكد"ان الظروف الراهنة ليست سهلة، ويتخوف البعض من تداعيات نتائج التحقيق الدولي وانعكاسات ذلك على الخريطة السياسية الداخلية اضف الى العلاقة مع سورية ورئاسة الجمهورية، وان يشكل هذا المناخ عقبة امام عقد المؤتمر الدولي وتحقيق الاصلاحات المطلوبة". واعتبر النائب نقولا فتوش ان زيارة رئيس الجمهورية اميل لحود الى نيويورك للمشاركة في القمة الدولية"جاءت خالية من أي بعد سياسي او دعم معنوي يعود بالنفع على لبنان بل كشف عزلة الرئيس على الصعيد الدولي إضافة الى عزلته المحلية". وأسف فتوش ان"يضع رئيس الجمهورية لبنان في هذا المأزق وبخاصة بعد وضع رؤساء أجهزته الأمنية في موضع الاتهام". التقدمي سحب بياناً وسحب الحزب التقدمي الاشتراكي امس بياناً صادراً عن مجلس قيادته انتقد بطريقة غير مباشرة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي يشارك فيها بثلاثة وزراء حزبي وحليفان عبر هجومه على التخصيص. كما هاجم البيان تصريحات الوزيرة رايس ودول"الوصاية الاجنبية"على لبنان. وشدد رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبود على"اهمية تثمير نتائج اجتماعي نيويورك وواشنطن لدعم لبنان في تحفيز عملية النهوض الاقتصادي وإجراء الاصلاحات المنشودة". ولفت في تصريح له الى ان المؤتمر الدولي الذي سيعقد في لبنان"يأتي استكمالاً للمسار الاصلاحي في البلاد والذي تعثر بعد مؤتمر"باريس -2"بسبب عقبات ومواقع داخلية ليست خافية على احد". وأشار عبود الى ان"لبنان المتعافى اليوم مصمم على مواجهة التحديات والاستحقاقات الداخلية والخارجية، من اجل استكمال مسيرة الإعمار والبناء والإنماء المتوازن". وأكد ان"القطاع الخاص في لبنان يستبشر خيراً في التوجه الحكومي الحالي وهو على استعداد تام للتعاون الاقصى مع القطاع العام في اطلاق عملية النهوض". واعتبر مسؤول منطقة الجنوب في"حزب الله"الشيخ نبيل قاووق"ان الادارة الاميركية ليست جمعية خيرية، واللبنانيون جميعاً يشككون في صدقية النيات الاميركية"، وسأل:"هل ان الاميركيين يريدون ان يعطوا مساعدات من دون أثمان أم انهم يريدون ابتزاز اللبنانيين؟". وقال قاووق امام وفد اعلامي أوروبي وأميركي وعربي زار معتقل الخيام:"ان الحكومة اللبنانية التزمت حماية المقاومة، وهناك تنسيق بين الجيش اللبناني والمقاومة ولا يشكل أي مشكلة داخلية ونحن معنيون بتطوير البرامج التي تتبناها الحكومة تجاه معالجة الوضع الاقتصادي". ونبه الحزب الشيوعي الى الوضع المأسوي للناس فيما"البنك الدولي ومعه الحكومة يتحدثان عن تدابير قاسية في مجال شد الأحزمة". ورأى في بيان له ان رئيس الحكومة عاد من نيويورك"من دون ان يجني فائدة للبلاد إلا ما يثير القلق حول حجم الاشتراطات السياسية في مقابل وعود مشروطة بدورها لعملية بيع القطاع العام بأبخس الأثمان".