أعلنت اسرائيل رسمياً أمس، بعد نحو 38 عاماً على بدء المشروع الاستيطاني الصهيوني في قطاع غزة، اخلاء آخر المستوطنين اليهود من القطاع في أعقاب جلاء مستوطني آخر مستوطنات القطاع الاحدى والعشرين، وهي"نتساريم"عنها. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام نحو 200 من الجرحى والمعاقين خلال سنوات الانتفاضة الخمس ان"الفضل في خروج آخر مستوطن يعود الى الشهداء والاسرى، وانتم الموجودون هنا امامنا والحمد لله انكم رأيتم بعيونكم نتائج نضالاتكم". وأضاف:"هذه الاصابات التي أصبتم بها بأجسادكم وأرواحكم هي أوسمة نحصل على جزء من ثمنها بخروج آخر مستوطن"من قطاع غزة. غير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أكد في جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس، انه لن يطرأ أي تقدم من جهة اسرائيل نحو تطبيق خريطة الطريق الدولية قبل أن يفي الفلسطينيون بالتزاماتهم ويفككوا"التنظيمات الارهابية"، لكن ممثلي الفصائل الفلسطينية رفضوا، خلال لقائهم رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع في دمشق، المساس بسلاح المقاومة. راجع ص 3 و4 وكان شارون أعلن مساء اول من أمس، انه لن تكون هناك خطة"فك ارتباط"ثانية بعد الانتهاء من الانسحاب الحالي، وأضاف لدى تفقده جنوداً في احدى القواعد العسكرية في النقب:"هناك خطة انفصال واحدة فقط. لا توجد خطة ثانية. بمقدورنا الانتقال الى خريطة الطريق الدولية فقط في حال نفذ الفلسطينيون المطلوب منهم من تفكيك للتنظيمات الارهابية ومصادرة أسلحتها ووقف الارهاب والعنف والتحريض وتنفيذ إصلاحات". وأغلقت سلطات الاحتلال معبر المنطار كارني أمس امام حركة التجارة الفلسطينية للافساح في المجال امام مستوطني"نتساريم"لمغادرة القطاع عبره، كما أغلقت الطريق الساحلية قبالة المستوطنة، وهي الطريق الوحيدة التي تربط مدينة غزة وشمال القطاع من جهة، ووسطه وجنوبه من جهة أخرى، قبل أن تعيد فتحها بعد ساعات من جديد، فيما أبقت حاجز"ابو هولي"مغلقاً في وجه الفلسطينيين لليوم الثاني على التوالي، مقسماً القطاع الى قسمين. وأعلن وزير الشؤون المدنية الفلسطيني المكلف ملف الانسحاب محمد دحلان ان السلطة الفلسطينية تنوي تنفيد 38 مشروعاً استثمارياً في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية تقدر كلفتها بنحو نصف بليون دولار. وقال دحلان في مؤتمر صحافي عقده في مركز الاعلام الخاص بخطة فك الارتباط في مدينة غزة أمس، ان هناك استثمارات ستبدأ في اليوم التالي للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وأربع مستوطنات شمال الضفة الغربية. وكي يعتبر الانسحاب من قطاع غزة تاماً ينبغي ان تنسحب قوات الاحتلال الاسرائيلي تماماً من القطاع والمعابر، خصوصاً معبر رفح على الحدود الفلسطينية - المصرية والمياه الاقليمية الفلسطينية وتزيل سيطرتها عن سماء القطاع. وقال دحلان ان قطاع غزة سيبقى من الناحية القانونية"تحت مسؤولية الاحتلال لأنهم سيتحكمون بحياتنا بشكل أو آخر، عبر المعابر او الميناء او الأجواء".