كما كان متوقعاً توارى ستة مرشحين لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة في 7 ايلول سبتمبر المقبل عن الصورة التي لم يعد فيها سوى ثلاثة: مرشح الحزب الوطني الرئيس حسني مبارك، والغد الدكتور أيمن نور، والوفد الدكتور نعمان جمعة. وبدت خطط الثلاثة متشابهة، والتوجه الى الجماهير خارج القاهرة صار سمة المرحلة الحالية من الحملات الانتخابية. وركز مبارك على الفلاحين في محافظة البحيرة أمس، وسيلتقي اليوم العمال في مدينة المحلة في محافظة الغربية. ونور الذي جال في الوجه البحري ومدن القناة سيكون موجوداً بالمصادفة اليوم أيضاً في المحلة، ليبدو الأمر وكأنه يلاحق مبارك اينما ذهب. إذ تكرر المشهد عند بدء الحملة الانتخابية حينما عقد مبارك مؤتمره الأول في"حديقة الازهر"ومن بعده بوقت قليل دشن نور حملته الانتخابية من حي باب الشعرية القريب. أما جمعة فدشن أول مؤتمر انتخابي له أول من امس في بورسعيد التي ظل حزب الوفد يعتبرها أحد معاقله. وجرى المؤتمر وسط جماهير غفيرة زادت على 12 ألفاً جاؤوا من محافظات محيطة ببورسعيد. وجمعة الذي وصل متأخراً عن بدء المؤتمر دخل من الباب الخلفي للسرادق وبدأ كلمته:"أيها الأبطال أيها الصناديد جئنا نبدأ حملتنا من بورسعيد حيث هي مدينة الصمود والفداء وقلعة الوفد الحصينة.. تحملتم الكثير بدءاً من الاحتلال الانكليزي وعدوان 56 مروراً بهزيمة 67 والتهجير، ورغم ذلك استطعتم ان تصمدوا ثم كانت المفاجأة التي قدمت لكم كهدية هي المنطقة الحرة التي انشئت عام 1976، ثم كان الحقد من قبل رجال الحكومة عليكم فاستكثروا ما انتم فيه من يسر وقاموا بالغاء المدينة في عام 2002 في قرار لا هو اقتصادي ولا هو سياسي ولكنه قرار عشوائي وقد تعللوا في قرارهم بأن هناك سلعاً مهربة تضر بالاقتصاد المصري ويتم ارسالها عبر بورسعيد". وانتقد في شدة مشروع توشكي"الذي أهدر فيه 20 بليون جنيه"ونفق الأزهر"غير المدروس والذي أهدر بليوني جنيه"بالاضافة إلى أكاديمية الشرطة"التي تكلفت 3 بلايين جنيه". وأعلن نور أمس أنه سينظم مؤتمراً شعبياً وجماهيرياً اليوم في مدينة المحلة الكبرى في مناسبة ذكرى وفاة كل من الزعماء الوطنيين سعد زغلول ومصطفى النحاس على اعتبار أن مدينتي سمنود والمحلة هما مسقط رأس الزعيم الوطني الليبرالي مصطفى النحاس. واشار الى أنه سيتحدث عن الدور التاريخي والوطني لكل من الزعيمين ومدى تضحياتهما ونضالهما من أجل الدستور والاستقلال والسيادة الوطنية وربط ذلك بالدور التاريخي للأوضاع الراهنة في مصر الآن. وبدا أن الموقف الذي اعلنته جماعة"الإخوان المسلمين"بالمشاركة في الانتخابات من دون مساندة مرشح بعينه أرضى كل الاطراف المشاركة في الانتخابات. اذ اعتبر الحزب الوطني موقف الاخوان داعماً لشرعية الانتخابات على رغم عدم تأييدهم للرئيس مبارك، في حين تمنى حزب الغد والوفد أن ينالا أصوات أعضاء الجماعة. وأكد نواب الاخوان في البرلمان التزامهم قرار الجماعة وقالوا إنهم سيحضون الناخبين في دوائرهم على التوجه الى صناديق الاقتراع. وذكروا أن هذا القرار"ملزم لجميع أعضاء الجماعة في مختلف المستويات وانهم لن يتحركوا في دوائرهم الانتخابية لمساندة أي مرشح من المرشحين العشرة إلا أنهم مستعدون لمقابلة أي مرشح في دوائرهم الانتخابية". وقال الناطق باسم نواب الإخوان الدكتور محمد مرسى إن هذا القرار صدر بعد تشاور داخل قيادات الجماعة ومكتب الارشاد وان هناك التزاماً كاملاً به. ولم تستبعد مصادر داخل الحزب الوطني أن يكون قرار الجماعة"مناورة سياسية هدفها الرئيسي هو انتخابات مجلس الشعب وترك الباب مفتوحاً للتحالف السياسي مع أي حزب خلال تلك الانتخابات التي ستجري في تشرين الثاني نوفمبر المقبل". ورأت المصادر أن قرار الجماعة جاء لمصلحة الرئيس مبارك والحزب الوطني حيث ان تشتيت الاصوات في مصلحة الوطني صاحب الغالبية.