رغم التوقعات بفوز سهل للرئيس حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من أيلول سبتمبر المقبل والتي يتنافس فيها الرئيس المصري مع تسعة مرشحين آخرين ينتمون الى أحزاب معارضة، إلا أن الحملة الانتخابية للمرشحين التي بدأت أمس عكست حرصاً من جانب الحزب الوطني الحاكم على تفادي انتقادات قد توجه الى العملية الانتخابية تتعلق بتدخلات حكومية لمصلحة مبارك الذي اختار مكاناً عاماً كي يعلن منه برنامجه الانتخابي فوقف في"حديقة الازهر"بين أنصاره عارضاً انجازاته متعهداً بحلول لمشاكل حياتية يعانيها المصريون وإصلاح سياسي تطالب به قوى المعارضة. وفي المقابل كانت بداية حملة رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة هادئة واقتصرت على مؤتمر صحافي لم يحضره جمعة نفسه، وتولى أعضاء في الهيئة العليا للحزب شرح البرنامج الانتخابي للوفد، فيما وجهت صحيفة الحزب انتقادات إلى الحزب الوطني ودوائر الحكم. أما رئيس حزب"الغد"الدكتور أيمن نور فدشن حملته بشكل صاخب، إذ عرض برنامجه الانتخابي في مؤتمر في حي"باب الشعرية"الشعبي. وكان مقرراً أن يتزامن مؤتمر نور مع مؤتمر مبارك لكن الاول أخّر مؤتمره لتتاح له الفرصة لسماع حديث مبارك والرد على ما جاء فيه. وكان لافتاً أن التلفزيون الرسمي لم يبث خطاب مبارك على الهواء، وهي المرة الأولى التي يغيب فيها خطاب للرئيس عن الشاشات الرسمية. ونقلت قناة"دريم"الفضائية الخاصة الخطاب الذي تعهد فيه مبارك تحقيق إصلاح سياسي يتضمن تقليصاً لصلاحيات رئيس الدولة وتوسيعاً لمسؤوليات رئيس الوزراء، وأعلن نيته إلغاء منصب المدعي الاشتراكي ومحكمة القيم وتحقيق نقلة نوعية في الإعلام وحلول لمشاكل البطالة والصحة والإسكان. بدا كلام مبارك أكثر واقعية وقد صيغ بصورة تتعاطى مع الواقع بكل تعقيداته: مطالب المعارضة ومحاولات التدخل الأجنبي والمشاكل الحياتية للناس... وظهر مبارك في المؤتمر من دون ربطة عنق وأحاط به شباب من أعضاء الوطني من فئات مختلفة، وتضمن برنامجه ردوداً على انتقادات المعارضة بصورة غير مباشرة، إذ وصف المرحلة المقبلة بأنها"انتقالية"، ورأى أنها"تتطلب أكثر من الكلام والوعود". وقالت مصادر في الحزب ل"الحياة"إن مبارك سيلقي في غضون أيام خطاباً في مؤتمر شعبي آخر سيعلن فيه جدولاً زمنياً لتحقيق الوعود أعلنها أمس. ولوحظ أن مصالح حكومية رفعت من على جدرانها أمس ملصقات كبيرة كانت وضعتها تحمل صوراً لمبارك وعبارات مؤيدة له، كما خلت برامج التلفزيون والإذاعة من مواد قد تُفسر على أنها انحياز لمصلحة مرشح الحزب الوطني. فيما قرر نور اللجوء إلى"طرق الأبواب"أي اتباع اسلوب التوجه إلى الناس في بيوتهم ومحلاتهم واقناعهم ببرنامجه ونتخابه وعدم الاقتراع لمصلحة مبارك. أما باقي المرشحين فلم يكن لهم حضور حقيقي في اليوم الأول للحملة الانتخابية، حتى أن البعض اطلق مزحة قائلاً إن بعض المرشحين انشغلوا بعدّ مبلغ النصف مليون جنيه التي صرفتها الدولة دعماً لهم في حملاتهم الانتخابية ففاتهم اليوم الأول منها.