لم يكن يدور في خلد ذلك المصور التلفزيوني المسكين في قناةپART، الذي كان يؤدي عمله في همة ونشاط، عقب انتهاء مجريات لقاء الاتحاد السعودي والوداد المغربي في الدار البيضاء، بحثاً عن لقمة العيش، انه سيتعرض إلى هجوم أرعن أمام الملأ، من لاعب لا يقدر معنى الروح الرياضية، ولا يجيد سوى الركل والرفس، حتى وإن كان الطرف الآخر ليس له ذنب في هزيمة عابرة، أو خروج متوقع من بطولة خارجية. فما حدث من مدافع فريق الاتحاد المتهور أسامة المولد عقب النزال، عندما اعتدى على المصور التلفزيوني بالركل والرفس، في واحدة من أبشع وأفظع الصور والمناظر التي يتألم الرياضيون عند مشاهدتها في الملاعب الكروية، وتحويل أرضية الميدان إلى حلبة مصارعة، رسم أكثر من علامة استفهام حول استمرار مثل هذا اللاعب، ومن هم على شاكلته، في أنديتنا المحلية، ومدى الفائدة المرجوة التي ينتظرها المسؤولون في هذه الأندية من عينة هؤلاء اللاعبين، الذين باتوا، بأساليبهم المرفوضة وتصرفاتهم المنبوذة، يشكلون خطراً كبيراً وحقيقياً على سمعة الكرة السعودية، والرياضة العربية، على حد سواء. فالتهور الذي بدر من المولد، واستنكره السعوديون قبل غيرهم من الرياضيين في الوطن العربي كافة، لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق لهذا اللاعب الاعتداء على جماهير فريقه في مدرجات استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة، بمساعدة قائد الفريق محمد نور، ليلة خسارة الاتحاد من الأفريقي التونسي، وخروجه من بطولة الأندية العربية، ولم تتخذ إدارة الاتحاد حيال ذلك التصرف الإجراء الصارم، الذي يردع اللاعب عن تكرار مثل هذه المهازل، ما شجعه على التمادي وضرب الأوامر والتعليمات عرض الحائط، ومن ذلك إصراره الدائم على قص شعره بطريقة"القزع"، وعدم اهتمامه بتوجيه المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وغيرها من التصرفات التي تخالف الأنظمة والتعليمات. وبغض النظر عن العقوبة التي ستطاول المولد من الاتحاد العربي لكرة القدم، فإن اللاعب في حاجة إلى قرار حازم ورادع من إدارة ناديه، يتم اتخاذه في أقرب فرصة، من أجل وضع حد لهذه الحركات الخارجة عن الروح الرياضية، ولتنبيه اللاعب إلى أن الكرة فوز وخسارة، وأن الرياضة فن وأخلاق وتعامل راق قبل كل شيء، وان مسألة الخروج من أي مسابقة أو بطولة داخلية أو خارجية، يجب ألا تخرج اللاعب عن إطاره المعقول والمطلوب منه، وألا تفقده صوابه وتوازنه، وان مصطلح"الفتوة"واستخدام القوة لا وجود له في الأنشطة الرياضية، حتى يكون اللاعب على علم تام ودراية كاملة بدوره الحقيقي في المجال الرياضي، ويحرص على أن يسير على طريق النماذج الفنية من اللاعبين السعوديين في ناديه الاتحاد، وفي الأندية المحلية الأخرى.