أنذر رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلوسكوني حلفاءه في الائتلاف الحاكم برئاسته أنه لم يعد يطيق تواصل الحديث عن بدائل عنه في الانتخابات النيابية التي ستُجرى ربيع العام المقبل. واعتبر بيرلوسكوني الإصرار على الحديث عن البدائل في رئاسة"منزل الحريّات"، أي التحالف الحاكم، بأنه يفعل فعل "ورم سرطاني في مراحله الأخيرة". وأضاف أنه لم يعد يطيق الحديث عن الموضوع وأنه ضاق ذرعاً به وأنه قد ينفجر في لحظة ما"وأقول لمن يردّد ذلك، إمّا معي أو خارج التحالف". واستغل بيرلوسكوني فرصة وجوده في اجتماع ضمن اللقاءات التأسيسية لحزب"يمين الوسط الموّحد"الذي يُفترض أن يضم أحزاب التحالف الحاكم ويتقدّم إلى الناخبين الإيطاليين في الربيع المقبل كمنافس لتحالف"الاتحاد"الذي سيتزّعمه رئيس الحكومة السابق ورئيس المفوضية الأوروبية السابق رومانو برودي. وبدا ان بيرلوسكوني تعمّد التدخل في تلك المناسبة لتكون رسالته أكثر مباشرة إلى حلفائه، خصوصاً من التيار المسيحي الذي يتقاسم زعامته كل من ماركو فولّيني ورئيس مجلس النواب الحالي بيير فيرديناندو كازيني الذي كان السباق في الأسابيع الماضية في الحديث عن بديل عن بيرلوسكوني لزعامة الائتلاف الحاكم درءاً لانهيار التحالف أمام المعارضة. وأراد بيرلوسكوني لرسالته أن تصل الى مطالبيه بإعادة التفكير في ترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة، من دون أن توضع زعامته لتحالف"منزل الحريات"موضع نقاش. ولم يتأخر الرد على تلك الرسالة، إذ أكد زعيم حزب الديموقراطيين المسيحيين ماركو فولّيني أن"المعضلة لا تكمن في من ينبغي خروجه من التحالف بل في كيفية إبقاء ناخبينا وراء التحالف". وكانت استطلاعات الرأي أشارت إلى تضاؤل كبير في شعبية بيرلوسكوني وبلغ فارق النسبة بينه ورومانو برودي 9 في المئة، وهو ما حاول تفنيده، على رغم ما عُرف عنه من ثقته الكبيرة بالاستطلاعات التي أشارت الى انه لا يتمتع إلاّ بتأييد 34 في المئة من ناخبي تيار اليمين - الوسط فيما يتمتّع وزير خارجيته زعيم حزب التحالف القومي اليميني جانفرانكو فيني بنسبة تقرب من 32 في المئة. إلاّ أن ما أثار استياء بيرلوسكوني هو ما أشارت إليه تلك الاستطلاعات من تضاؤل واضح في شعبيته داخل الأحزاب المتحالفة معه إذ تبلغ نحو 12 في المئة داخل حزب"التحالف القومي"وأقل من ذلك بكثير داخل الأحزاب الأخرى، بما فيها حزب"رابطة الشمال" النصير الأكبر لبيرلوسكوني في التحالف الحاكم.