توقع خبراء اقتصاديون أن تستمر حال الترقب في البورصة المصرية، حتى انتهاء مرحلة الانتخابات الرئاسية، واتضاح الرؤية في شأن السياسات الاقتصادية المصرية، خلال السنوات الست المقبلة. ويتوقع نائب مدير إدارة المحافظ في"بنك قناة السويس"محمد رشدي، ان تشهد تداولات البورصة حالاً من الثبات والاستقرار في حركة المؤشرات العامة، وأسعار الأسهم، خلال الفترة المتبقية من آب أغسطس الجاري، والأسبوع الأول من أيلول سبتمبر المقبل، وذلك حتى انتهاء مرحلة الانتخابات الرئاسية. وأشار إلى أن الصناديق والمحافظ والمؤسسات الأجنبية الكبرى، اتبعت خلال الفترة الماضية سياسة الهدوء في تعاملاتها، وعدم الاتجاه بقوة نحو الشراء، على رغم تدني الأسعار وبلوغها مستويات مغرية، وذلك ترقباً منها لرؤية ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية، والتي ستحدد وفقها استراتيجيتها الاستثمارية المقبلة. لافتاً إلى أن المحافظ والصناديق الأجنبية الطويلة الأجل، تظل ثابتة في السوق، بينما بدأت محافظ المضاربة السريعة التابعة لها في تقليص نشاطها في البورصة. ورأى أن المستثمرين، ينتظرون ما ستكون عليه السياسات الاقتصادية لمصر خلال السنوات الست المقبلة، ما جعلهم يؤجلون قرارتهم الشرائية إلى ما بعد الانتخابات، ما انعكس على أحكام التداول التي تراجعت بشدة خلال الأيام الماضية، لغياب أي رغبة في البيع وتحفظ عن الشراء. وأوضح أن المحافظ والصناديق المحلية تقوم حالياً بعمليات شراء محدودة نسبياً، لوجود رؤية قوية لديها بحدوث ارتفاعات قياسية عقب انتهاء الانتخابات. وأوضح أن المضاعفات الربحية لأسعار الأسهم في البورصة انخفضت بشدة، مع الارتفاع القياسي في أرباح الشركات، ما يزيد من جاذبية الأسهم أمام المستثمرين الأجانب والمحليين أيضاً، مشيراً إلى أن هناك أسهماً قيادية في السوق يتم تداولها بمضاعفات ربحية من 3 إلى 5 مرات، في مقابل متوسط مضاعفات ربحية تتراوح بين 20 و25 مرة في الأسواق المجاورة. ولفت إلى أن هناك حالاً من الالتباس لدى بعض المستثمرين، بأن الاكتتابات المقبلة التي ستشهدها البورصة ستؤدي إلى سحب السيولة من السوق، موضحاً أن هذا الأمر غير صحيح، خصوصاً أن الحد الأقصى للاكتتاب في الطروحات المقبلة لا يزيد على ألف سهم فقط، ما يعني أن سحب السيولة من محافظ المستثمرين سيكون محدوداً للغاية بقدر قيمة الألف سهم. وأوضح أن الاكتتابات الجديدة ستضيف سيولة جديدة للسوق ومستثمرين جدداً، خصوصاً بعد النجاح الكبير لاكتتاب شركة"سيدي كرير"للبتروكيماويات، ما جعل الكثيرين يستعدون لاكتتابات شركة"أموك"و"المصرية للاتصالات"خلال الأشهر المقبلة. وأشار إلى أن أول اكتتاب مقبل ستشهده البورصة، سيكون في الأسبوع الأخير من أيلول سبتمبر، أو الأيام الأولى من تشرين الأول أكتوبر المقبلين، وهو اكتتاب شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية"أموك"، تليها"المصرية للاتصالات"في نهاية العام، ما يعني أن الوقت لا يزال مبكراً لبدء الاستعداد لهذه الاكتتابات. وترى محللة أسواق المال سامية عادل، أن البورصة ستشهد هدوءاً نسبياً خلال الأيام المقبلة، بسبب استمرار حال الترقب للإعلان عن نتائج أعمال بقية الشركات الكبرى، خصوصاً على صعيد القطاعات القياسية في السوق، مثل الاتصالات والبناء، إضافة إلى قطاع المطاحن، الذي تشير التوقعات إلى تحقيقه معدلات ربحية قوية عن السنة المالية الماضية. وتوقعت أن تشهد السوق إعادة ضخ سيولة جديدة داخل المصارف والإسمنت، مع تنفيذ صفقتي بيع"بنك مصر الدولي"و"أسيك"للإسمنت، ما قد يساعد في دعم أداء السوق خلال الفترة المقبلة. وأشارت إلى أن الفترة الحالية تشهد عمليات إعادة هيكلة للمحافظ الاستثمارية الأجنبية والعربية، ترقباً للطروحات الجديدة، التي قد تسهم في جذب سيولة خارجية جديدة إلى البورصة المصرية.