رأى خبراء ومحللون اقتصاديون ان ارتفاع ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في الاقتصاد وأرباح الشركات المصرية يدعّم نشاط البورصة خلال الفترة المقبلة. وعن انعكاسات ارتفاع قيمة الجنيه في مقابل الدولار وإن كان سيؤدي الى ارتفاع قيمة الأسهم للمستثمرين الأجانب قال الخبراء"إن هذا غير دقيق نظراً لأن الجنيه المصري ارتفع بنسب تراوح بين 3 و7 في المئة أمام الدولار بعدما هبط بمعدلات تجاوزت 60 في المئة ما يؤكد أن التأثير سيكون محدوداً". وأشاروا الى أن الأوساط الاقتصادية بدأت تلحظ ارتفاعاً في جاذبية الأسهم والشركات المصرية للمستثمرين الأجانب من خلال العروض التي تقدمت بها مؤسسات وشركات دولية لشراء حصص أو الاستحواذ على بعض الشركات في قطاعات مختلفة مثل الأسمنت والمصارف. وشهدت البورصة المصرية نشاطاً قوياً في الأسبوع الاول من السنة على صعيد أحجام التداول ومؤشرات الأسعار وسط إقبال على شراء الأسهم من قبل الصناديق والمحافظ والأفراد. كما شهدت عمليات جني أرباح طفيفة وسريعة نهاية الأسبوع الماضي نتيجة اتجاه بعض المستثمرين للقيام بعمليات متأخرة للكسب السريع. وينتظر المتعاملون حالياً الإعلان عن أي انباء جديدة من شأنها زيادة النشاط سواء على صعيد نتائج الأعمال أو الاحداث الجوهرية للشركات، وأشار الخبراء الى أن الأيام المقبلة ستشهد الإعلان عن موازنات الشركات عن العام الماضي وفي مقدمها شركات الاتصالات وسط توقعات بتحقيقها معدلات أرباح طبيعية في ظل ثبات نمو القطاع في الفترة الأخيرة. وهناك عدد من الأسهم المصرية يتم تداولها بمضاعفات ربحية أقل من تقويماتها العادلة وأقل بكثير من نظيراتها في المنطقة وفي مقدمها أسهم الاتصالات التي يتم تداولها بمضاعفات ربحية 10 في المئة بينما يتجاوز 20 في المئة في بعض الأسهم الخليجية. وقال عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين محمد الزيات"إن سوق الأسهم شهدت نهاية الاسبوع الماضي عمليات جني أرباح سريعة لم تُتخذ خلالها مستويات الدعم الرئيسية كمؤشر قوي على تفوق القوة الشرائية داخل السوق". وأشار إلى أن هناك مؤشرات ايجابية داخل البورصة أهمها زيادة أحجام التداول بشكل ملحوظ اثناء الارتفاعات لتتجاوز مستويات 150 مليون جنيه يومياً، إضافة إلى نجاح بعض الأسهم في تخطي مستويات المقاومة الرئيسية لها مثل"هيرميس"و"الانتاج الاعلامي"وأسهم قطاع المطاحن التي نجحت في جذب اهتمام المستثمرين إليها. وتوقع الزيات استمرار ارتفاع المؤشرات العامة للسوق خلال الفترة المقبلة بنسب تزيد على 10 في المئة على الأقل قبل حدوث أي احتمالات للتصحيح. وقال خبير البورصة عصام خليفة:"إن التفاؤل والثقة يسودان أوساط المتعاملين في البورصة خصوصاً بعد تزايد اهتمام المستثمرين الاجانب في السوق وهو ما ظهر من خلال عروض الشراء التي تقدمت بها شركات أجنبية لشراء بعض الشركات المصرية وعلى رأسها السويس للاسمنت والبنك الاهلي سوسيتيه جنرال". وأضاف:"لا يمكن مقارنة الاسعار التي تقدم بها المستثمرون الأجانب لشراء حصص في تلك الشركات بأسعارها في البورصة نظراً لوجود اعتبارات أخرى تحكم تلك العروض منها فرص الاستحواذ". وأوضح أن شركة"سيمينت فرانسيه"و"بنك سوسيتيه جنرال"الفرنسي يملكان حصصاً عالية في كل من"السويس للاسمنت"و"الاهلي سوسيتيه جنرال"ما يجعل فرص جاذبيتها أمام مستثمر استراتيجي آخر تبدو ضعيفة لأنه لن تكون له حصة غالبة في حال شرائه الحصص المعروضة للبيع وهو ما استغله المشتري جيداً في محاولة تقليل السعر الذي تقدم به للشراء. وذكر أن هناك بعض المضاربين استغلوا الاشاعات في شأن أسعار تلك الصفقات ما أدى إلى حدوث ارتفاعات قياسية لأسهم الشركات المعروضة للبيع بشكل أدى الى النتيجة الحالية. وتوقع خليفة أن تواصل أسهم شركات الاتصالات نشاطها القوي خلال الفترة الحالية بعد بدء تطبيق قانون الضرائب الجديد، كما توقع حدوث هدوء نسبي لأسهم الأسمنت والمصارف انتظاراً لانباء جديدة في شأن نتائج الأعمال السنوية وإتمام الصفقات. كما توقع ان تشهد الفترة المقبلة تزايد الطلب على الأسمنت والحديد مع بدء عمليات اعادة إعمار المناطق المنكوبة نتيجة زلزال آسيا والمد البحري بما يزيد من فرص ارتفاع أسعار التصدير فضلاً عن تزايد الطلب الناتج عن تحسن الاقتصاد الدولي وهو ما سينعكس ايجابياً على أسهم تلك الشركات في البورصة. وتوقع خليفة حدوث نشاط قوي لأسهم قطاع الأسمدة خلال الفترة المقبلة بعد ارتفاع أسعار التصدير وعلى رأسها المالية والصناعية وابو قير للاسمدة، وطالب بضرورة زيادة الإفصاح والشفافية من قبل الشركات وتدخل الهيئات الرقابية عند حدوث تداولات أو ارتفاعات غير طبيعية لبعض الأسهم كما يحدث الآن في الانتاج الاعلامي الذي تضاعف حجم التعامل عليه بشكل لافت للنظر من دون حدوث سبب جوهري.