اعاد اللقاء بين الرئيسين الاميركي جورج بوش والفلسطيني محمود عباس الخميس في واشنطن، العلاقات بين الجانبين الى مسارها بعدما ضعفت بشكل كبير في الاعوام الاخيرة ورغم ان محللين يرون ان نتائج اللقاء رمزية اكثر منها فعلية. ويشكل عقد الرئيسين الاميركي والفلسطيني مؤتمراً صحافياً مشتركاً في حديقة البيت الابيض، في ذاته مؤشراً قوياً بعد أعوام من مقاطعة بوش للرئيس ياسر عرفات الذي توفي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وتاتي الزيارة الاولى لعباس كزعيم للفلسطينيين لتحقق توازناً مع الامتيازات التي يتمتع بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي استقبله بوش مرارا منذ توليه منصبه عام 2001. وقال الناطق باسم السلطة الفلسطينية نبيل ابو ردينة الذي رافق عباس ان «نتائج الزيارة حققت افضل تطلعاتنا». وقارن المسؤول الفلسطيني اللقاء بأيام ولاية الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون حين كان ياسر عرفات محاورا اساسيا قبل ان تنبذه واشنطن. لكن مسؤولا اسرائيليا كبيرا في القدس قال لوكالة فرانس برس رافضا كشف اسمه ان كلام بوش الذي دافع عن الدولة الفلسطينية وتطبيق خريطة الطريق (مشروع التسوية الدولي) ليس «جديداً ولا مفاجئاً». واعتبر الخبير في شؤون الشرق الاوسط في معهد السلام الاميركي المتخصص بالسياسة الخارجية سكوت لازنسكي ان «الاهمية الرمزية لهذه الزيارة تتجاوز بكثير اهميتها على صعيد النتائج الفعلية». واضاف «بوش وعباس اظهرا للعالم ان العلاقات الاميركية الفلسطينية عادت الى طبيعتها» وصارت مطبوعة ب«الثقة». وتابع ان الرئيس الفلسطيني «يعود الى بلاده وقد حقق تقدما طفيفا. صحيح انه لم يسجل اختراقاً واسعاً لكن يجب الا ننسى ان ذلك يحصل بعدما انهارت العلاقات عمليا خلال اربعة او خمسة اعوام». واعتبر ان «هذه الزيارة تسمح بتتويج ستة الى سبعة اشهر من عملية التطبيع» التي انطلقت بعد غياب عرفات الذي صنفته واشنطن «خارج اللعبة». وفي رأي ستيفن كوك من مركز للدراسات في نيويورك متخصص بالعلاقات الخارجية ان «عباس لم يحصل طبعا على كل ما يريده لكنه نال قسما لا بأس به». واضاف ان الوعد الذي تلقته السلطة الفلسطينية بمساعدة اميركية مباشرة قدرها 50 مليون دولار هو مؤشر ثقة بمؤسسة سبق ان خسرت صدقيتها في نظر الاميركيين وذلك رغم ان المبلغ يظل متواضعا. واعتبر ان واشنطن لا ترغب في احراج شارون مع اقتراب الانسحاب الاسرائيلي من غزة وهذا ما يفسر عدم اظهار بوش مزيدا من التشدد حيال اسرائيل رغم انه عاود تذكيرها بما هو مطلوب منها. وتابع «الادارة الاميركية تريد توفير اقصى الدعم لشارون في فك الارتباط المذكور ولم يكن ملائماً لبوش ان يوجه اللوم الى الاسرائيليين وعباس الى جانبه». وكان بوش جدد تأكيد دعمه لاقامة دولة فلسطينية مستقلة مشددا على ان خريطة الطريق هي الوسيلة الوحيدة للتوصل الى ذلك. ودعا الرئيس الاميركي الاسرائيليين الى وقف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وازالة المستوطنات غير الشرعية. كما دعا الرئيس عباس الى مواصلة جهوده لوضع حد لاعمال المجموعات المتطرفة المناوئة لاسرائيل. وقال «وحدها هزيمة العنف تقود الى السيادة».