استهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس، زيارة لليابان تستغرق ثلاثة ايام، تهدف الى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، في وقت تشترط طوكيو تسوية الخلاف على جزر الكوريل"اراضي شمال اليابان"المتنازع عليها، لتنمية علاقاتها مع موسكو. ويلتقي بوتين اليوم، رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي، قبل ان يستقبله الامبراطور اكيهيتو غداً، علماً انه سيلقي كلمة ايضاً امام منتدى اقتصادي روسي -ياباني يجمع مئتي رجل اعمال من البلدين. وترغب موسكو في اعطاء دفع للمبادلات مع طوكيو التي يرى الجانبان انها لا توازي قدراتهما الاقتصادية علماً انها قدرت ب 36.7 بليون دولار العام 2004. وتتطلع موسكو أيضاً الى تشجيع مشاركة رؤوس الاموال اليابانية في بناء خط انابيب للنفط بين سيبيريا والمحيط الهادئ، وهي مسألة تشكل موضع منافسة استراتيجية مع الصين. وسيسمح خط الانابيب بتصدير النفط الروسي الى اليابان التي تحتاج الى تنويع مصادر التموين، وكل منطقة جنوب شرقي آسيا وصولاً الى الولاياتالمتحدة. وكذلك ترغب روسيا في مساهمة اليابانيين في تنمية قطاعي الصيد البحري والصناعة الكيماوية في مناطقها الواقعة اقصى الشرق، ما يعزز موقعها في مواجهة القوة المتنامية للصين. جزر الكوريل وعشية الزيارة، جدد الكرملين الموقف الذي اعلنه بوتين في ايلول سبتمبر الماضي، على صعيد سيادة روسيا على جزر الكوريل الاربع، بعدما احتلتها قوات الاتحاد السوفياتي السابق ابان الحرب العالمية الثانية، واكد ان مصلحة البلدين تقتضي ازالة كل المشكلات التي تمنع تطور العلاقات الثنائية. اما وزير الخارجية الياباني تارو اسو فاقترح على روسيا الاستثمار المشترك لجزر كوريل من دون التشدد في شأن مسألة السيادة. ويرتقب توقيع اتفاقات عدة في اختتام المحادثات بين بوتين وكويزمي، تشمل دعم اليابان لانضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية، والتعاون في محاربة الارهاب، ومشاركة اليابان في تفكيك الغواصات الروسية النووية، وتعزيز السياحة المتبادلة والتكنولوجيات الاعلامية، وتدريب موظفين وإداريين.